يبدو أن «الهدنة الهشة» في ليبيا تقترب من الانهيار مع انقلاب مليشيا «الإخوان» التابعة لحكومة الوفاق عليها، ودعوة مليشيا «لواء الصمود» الإخوانية والتابعة لفايز السراج، مليشيات مصراتة إلى الحشد للمعركة القادمة، في وقت وضع البرلمان الليبي اليوم (الثلاثاء) جملة من الشروط للمشاركة في «حوار جنيف» الذي انطلق أمس برعاية المبعوث الأممي غسان سلامة. وفي تطور يفضح نوايا السراج وحكومته وانقلابها على مقررات برلين، أعلن الإرهابي صلاح باد، الذي يقود أكبر وأقوى المليشيات المسلّحة في مقطع فيديو نشرته الصفحات التابعة لقوات الوفاق على مواقع التواصل الاجتماعي ليل (الإثنين)، مواصلة العمليات القتالية في منطقتي أبو قرين والوشكة الواقعتين بمدينة مصراتة، لاستعادتهما من الجيش الليبي الذي سيطر عليهما قبل أسبوع، كما دعا مليشيات مصراتة إلى الخروج للدفاع عن مدينتهم والحشد للمعركة القادمة. وزعم بادي، المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا، أن الهدنة لا يرضاها أحد وسوف نتجه شرقاً وغرباً، مدعيا أن مليشياته ستسطر هذه الملاحم كما سطرتها مصراتة في 2011. من جهته، أقر مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح، اليوم (الثلاثاء)، عدداً من الشروط الواجب توافرها لمشاركته في لقاء جنيف. وأعلن أن ممثليه في حوار جنيف يتم اختيارهم من قبله وتحت قبة البرلمان، مشدداً على ضرورة تحديد مهمات لجان الحوار بشكل واضح والمدة الزمنية لها وآليات عملها. وطالب البرلمان الليبي بعدم إقرار واعتماد أي حكومة إلا بعد المصادقة عليها من قبله وعدم مساواة عدد ممثليه بعدد ممثلي المجلس الاستشاري. وحذر مراقبون من أن هذا التصعيد يمكن أن ينهي الآمال بإيقاف القتال، ولم يستبعد المراقبون احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية جديدة بين الجانبين، خصوصا بعد إرسال الجيش الليبي تعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور القتال في العاصمة والمناطق التي سيطر عليها في مصراتة، كما أعاد نشر قواته لتأمين المواقع التي بسط نفوذه عليها.. إلا أن ما يمكن أن يعطي بصيصا من الأمل هو ما أعلنه المبعوث الأممي بأن «هناك إرادة حقيقية لبدء التفاوض بين الطرفين المتناحرين مع اعتزامهما الاجتماع لإجراء محادثات في جنيف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». وقال سلامة في مؤتمر صحفي من جنيف اليوم: «إنه طلب من مجلس الأمن إصدار قرار يؤكد مجددا حظر السلاح القائم وموافقته على إجراءات لضمان الالتزام به». وأوضح أن المحادثات بين الطرفين، اللذين لم يلتقيا وجهاً لوجه في جنيف أمس، تهدف إلى «سد الفجوات في وجهات النظر بشأن كيفية تنظيم الوقف الدائم المستدام لإطلاق النار على الأرض». وأضاف «بدأنا أمس معهما ببحث قائمة طويلة من النقاط على جدول أعمالنا، بدءا من العمل على تحويل الهدنة إلى أخرى أكثر تماسكا وتقليل انتهاك الطرفين لها، وأيضا تحويل تلك الهدنة إلى اتفاق حقيقي على وقف دائم لإطلاق النار».