اتفق الحمدان على التخلص منه بعد أن لاح اختلافه معهما على بعض الصفقات، كان الاتفاق بينهم أن تكون حصته 5 % فقط، ولكنه راح يرسل دفعات تبين أنه يحصل على 25 % على الأقل، ما أثار ارتيابهما فقررا ملاحقته وعرفا أنه يودع الفرق في حساباته في سويسرا ويشتري بها عقارات في لندن وباريس، وأنه آخر ستة شهور لم يرسل لهما ريالاً واحداً. قال حمد الأول، وهو ممدد على السرير: «إيش رأيك؟» قال حمد الثاني: «فقد عقله، خلص انتهت مدته، «إكسبايرد». فسأل الأول: «والعمل؟»، وقف الثاني فوق رأس الأول، وقال: «نحتاج مكيدة نرسله بها وراء الشمس، كنت قد نبهته، لكنه لا يفهم، وكأنه نسي ما قاله في العزاء !»، سأل حمد الأول: «إيش قال؟»، لوى الثاني فمه وهو يعود لكرسيه المعهود: «كل يوم لازم أحكي لك القصة، قال في عزاء والدته للموجودين: أخاف نندم على جيّة الأتراك.. ولا يطلعون بعدين»، فاستغرب الأول: «لا والله..!»، فهز رأسه الثاني ساخراً. حاول الأول الجلوس ولكنه لم يستطع، كانت ساقه تلتف على ساقه وتؤلمه، قال: «ما يكفّي، العصابة الجديدة التي تحكم وترسم الحين ما عندهم سالفة، كل ما تقول لهم شيء يقولون تخربون سمعتنا دولياً، شوف موضوع ثاني !»، فوقف الثاني على الفور وقال: «عندي فكرة، نرسل خالد بن خليفة، مدير الديوان، ويقول عن هذا الموضوع، ويقول بعد، إنه أنت زعلان كثير على موقفه من المصالحة، وأنه وضع رأسك بالتراب نتيجة إصراره على حضورنا القمة الخليجية، إيش رأيك؟»، قال حمد الأول: «وليش خالد بن خليفة؟»، وقف الثاني وهو يقترب من النافذة ويقول: «من سنين وأنا أقول لك إن خالد بن خليفة مستعد للعمل دون عمولات !»، قال الأول: «إيه صحيح، بس أنت قلت «الغارديان» البريطانية و«ميديا بارت» الفرنسي قدموا مستندات إنه متورط بشراء حقوق مسابقات ألعاب القوى ل بن سبورت وتنظيم الأولمبياد !»، فغضب الثاني وقال: «الحين صرت تتذكر؟»، فأشار الأول بيده مهدئاً وقال: «مثل ما ودك !». في الصباح الباكر، دخل خالد مكتب الأمير مهرولاً، وهو يحمل ملفات كُتب عليها عاجل وسري، فوقف الأمير وقال: «خير»، فقال خالد على الفور: «الوالد زعلان كثير كثير، وممكن يموت من القهر». فسأله الأمير: «خير.. خير..!»، فقال خالد: «فيه معلومات استخبارية إنه عبدالله بن ناصر سيصبح معارضاً! وإنه ضد الأتراك، وجالس يرتب شي خطير». فقال الأمير: «أين رسالة استقالته التي وقعها يوم تعيينه؟» قال خالد: «معي معي»: فقال: «إرسلها لوكالة الأنباء فوراً وقول إن الأمير قبل الاستقالة.. بسرعة». بعد أن تحرك خالد خطوة إلى الخلف، تذكر توصية الحمدين فسأل: «ومن سيكون رئيس الوزراء؟» فارتبك الأمير، وقال: «هم أرسلوك صح؟»، قال خالد: «صح، صح». قال الأمير: «قررت تعيينك بمنصب رئيس الوزراء، اطبع القرار وسأوقعه الآن..!». * روائية وباحثة سياسية [email protected]