هل المسرح خشبة وممثلون ونص مسرحي؟! منذ الطفولة ارتبط المسرح لدي بأيام عيد الفطر المبارك، عندما كانت المسرحيات تُعرض في التلفزيون السعودي وقت القيلولة، وتمتد فصولها إلى وقت العصر. فلا فرق بين أن تحضرها، أو أن تشاهدها، وإن كانت المشاهدة أفضل، دون أن يفوتك ضحك الجمهور، أو تعليقاتهم وخروج الممثل عن النص معهم ومع تفاعلهم. مع تدشين وزارة الثقافة لمبادرة المسرح الوطني السعودي، وما تتضمن تلك المبادرة من دعم للمسرحيين وتطوير إمكاناتهم الأدائية في هذا الفن. ينهض فن المسرح من جديد، لكن هل سيعاد من موته كسيرته الأولى، أم أنه سيختلف ليجمع كل الفنون، كما الإغريق الذين جعلوا من المسرح أباً لفنونهم، إذ جمع بين الشعر والغناء والرقص والأزياء والأقنعة والديكور والتقنيات الميكانيكية، في ذلك الوقت، وسط عمران فريد كمسرح دودونا الواقع شمال غرب اليونان، ولايزال شاهداً حتى اليوم رغم مرور أربعة آلاف سنة! المسرح الذي يعتمد على نص مسرحي وجهود الممثلين مهما كانوا، يظل ناقصاً، فالمسرح ليس نادياً كوميدياً، أو شخصاً مشهوراً يحكي قصة في تطبيق سناب شات، أو مسلسلاً نُقل على خشبة. فن المسرح أكبر وأشمل وأعظم من هذا بكثير، هو نص مبهر وتقنية مبهرة وأزياء مبهرة وأداء مسرحي مبهر إنه باختصار (فن الإبهار) وليس فناً للإضحاك فقط. المسرح يُفترض في هذا الزمن ألاّ يُختصر في (خشبة) وستارة فالإغريق كانوا عظماء بمسرحهم وعمارته وديكوراته وتقنياته، إذ لم يكن مجرد خشبة وستارة، بل كان حياة ماثلة أمام الجمهور.. لذا كان هو «أبو الفنون» الذي لا مثيل له.. فهل سنبدأ اليوم كما انتهى الإغريق، وهل سنتخلص من تلك النصوص المسرحية التي هي ذاتها منذ أيام عيد الفطر المبارك في الطفولة؟! الكرة في ملعب المسرحيين للنهوض بفن لن يوازيه فن إن نهض. * كاتبة سعودية [email protected]