أعرب كتاب ومخرجون مسرحيون عن احتياجهم للتحفيز الثقافي والدعم المعنوي للحركة التنموية، إضافة للوعي بمتطلبات مسرح الطفل بشكل خاص، والمسرح بشكل عام وذلك خلال مشاركتهم في احتفالية بمناسبة اليوم العالمي لمسرح الطفل. التخطيط العلمي أكد رائد مسرح الطفل بالخليج الدكتور عبدالله آل عبدالمحسن على أن الارتقاء بمسرح الطفل لا بد ان يكون بتخطيط علمي، إضافة لتكاتف الجهود للسير قدما لتوعية الأسر والاطفال بأهمية هذا النوع من الفن الراقي ليتحقق بذلك الهدف والمنافع المرجوة. وشدد آل عبدالمحسن على أن المسرح في أمس الحاجة للدعم المادي والمعنوي كيلا يتعرض للضياع، خصوصا مع وجود الخامات الإبداعية والتي يعمل اغلبها بشكل تطوعي، في مختلف مجالات المسرح من تأليف وتمثيل وإخراج إضافة للجوانب الاخرى المتمثلة في صناعة الديكور وتصميم الإضاءة والازياء والاكسسوارات. تنمية ثقافية من جهته طالب الكاتب المسرحي عباس الحايك بضرورة الاعتراف بالمسرح ك"فن يحمل رسالة، ووسيلة تربوية"، مؤكدا بأنه ليس ليس مجرد "فنًا طارئًا" بلا جدوى، وهو ما يجعل وضعه ضمن خطط التنمية الثقافية في الدولة وتخصيص الميزانيات له وتوفير بيئة حاضنة صحية له "مطلب ضروريا"، مما يعني توفير صالات للعرض المسرحي تكون مهيئة بشكل احترافي لتقديم العروض المسرحية، إضافة لتقديم تسهيلات للقائمين على هذا العمل دون تعقيدات، وتوفير فرص لإقامة ورش مسرحية لتطوير الحراك الإمكانات الفنية للمسرحيين. وشدد الحايك على أهمية تكريس هذا الفن منذ الطفولة ووضعه ضمن النشاطات اللامنهجية لكل المدارس ليعتاد الطالب منذ بداياته الدراسية على المسرح. وأضاف: "ما يواجه المسرح السعودي هو عدم اعتراف من الجهات الرسمية العامة والخاصة ما تسبب بشح الميزانيات والدعم المادي والمعنوي المقدم له، وهو ما أثر على تواجده بشكل يساهم في إيمان المجتمع به، وأكبر دليل على ذلك ما تواجهه الحاضنة الأولى للمسرح المتمثلة بجمعية الثقافة والفنون في الوقت الحالي من تقشف مالي، لا يتيح للفروع إقامة فعالياتها المسرحية بدون دعم من القطاع الخاص غير المتاح في كل الفترات، فضلًا عن معاناة المسرحيين من تجاهل وزارة الثقافة والاعلام لدعم المسرح بالمشاريع والمبادرات، وغياب الدعم الإعلامي من قبل الصحافة والتلفزيون". غياب التقنيات فيما أكد الكاتب المسرحي علي آل حمادة على ضرورة وجود التقنيات الحديثة للمسرح لتحقيق عنصر الابهار خصوصا لمسرحيات الاطفال، وذلك ليوكب العمل التطور الذي بات عليه العصر، فطفل اليوم ليس كالأمس الذي يقتنع بالعروض البسيطة، وهو ما يستطيع بلمسة بسيطة في شاشة الايباد مشاهدة عروض مسرحية عالمية وهو جالس في بيته. وقال آل حمادة: "المسرح الدائم هو المطلب الملح والضروري في الوقت الحالي، ولا بد أن يكون مجهزا تجهيزا جيدا يساعد طاقم المسرحية على تقديم مسرح يليق بالطفل بدءا من سلامته عند دخوله إلى حين خروجه، فيما تحترم صالة المسرح كل كيانه وراحته". وأشار إلى ضرورة القراءة في حقل الطفل وتتبع نموه في كل مرحلة من المراحل العمرية، وكيفية تعاطيه وتفاعله مع الأمور من حوله، لا سيما مع افتقاد الكتاب المتخصصين في مجال مسرح الطفل، مع ضرورة إيجاد المخرج والممثل المتخصصان في عالم الطفل والقارئان له قراءة ممتازة، فضلًا عن محاولة اكتساب الثقة من الجمهور بنوعية الأعمال المقدمة وجودتها من جميع النواحي. مسرحة المناهج ونوه الفنان والمخرج ماهر الغانم لأهمية عمل مناهج تعليمية بطريقة تحبب الاطفال لتلقي العلوم، وذلك يتم من خلال مسرحة المناهج، وهو ما يدعو بأن تلتفت وزارتا (التعليم) و(الثقافة والإعلام) لمسرح الطفل الذي يعد من أهم وسائل التعليم والتربية. وتابع الغانم الحديث عن أهمية أن يكون البيت هو المشجع الأول للطفل وتشجيعه على الحضور والمشاركة في الاعمال المسرحية بما يساهم في تنمية مواهبهم وتعزيز الثقة في انفسهم.