ظهرت ملامح القوة الناعمة في العلاقات الدبلوماسية للمملكة بجلاء مع انطلاق رؤية المملكة 2030، التي قد تعد بمثابة ميلادٍ جديدٍ في عصر التواصل والدبلوماسية العامة، ويعد قطاع الضيافة أحد أهم روافد القوة الناعمة الدبلوماسية، والذي يعتبر أرضاً خصبةً لتبادل ثقافة وعراقة المملكة نحو زوارها وبأسلوب حديث يملك معايير عالمية، من خلال التعريف بجذور الضيافة التي شكلت ملامح المجتمع السعودي اليوم، والتي تعد إحدى الصفات الأصيلة في هذا المجتمع المضياف منذ أمد، بدءا من تاريخ السقاية والرفادة واستقبال ضيوف الرحمن وصولاً إلى استقبال السياح المتعطشين لاستكشاف هذا البلد الأصيل. ووفقاً للدراسة التي أجرتها أخيرا YouGov البريطانية، والتي تبين أن 20% من السياح في العالم يرغبون بزيارة السعودية، حيث لا تزال المناطق السياحية في السعودية مجهولةً في عيونهم، ويثير فضولهم المجتمع السعودي ككل من نواحيه الثقافية والفنية والسياحية. ومع انطلاق الحملة الأخيرة «أهلاً بالعالم» التي قدمتها الهيئة العامة للسياحة مع قرار إتاحة تأشيرة المملكة السياحية الإلكترونية لمواطني 49 دولة حول العالم، ذكرت «بلومبيرغ» أن الحكومة تعهدت بتطوير السياحة كجزء من خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتحول الاقتصادي، حيث يعد قطاعاً واعداً لا سيما في بلد تمتلك كل مقومات السياحة من تنوع وثراء طبيعتها المختلفة أو ثقافتها المتنوعة، ووفقاً لرئيس الهيئة العامة السعودية للسياحة فإن الحكومة تستهدف 64 مليون زيارة بحلول 2030. وهنا يأتي دور قطاع الضيافة الذي يعد إحدى أولى المحطات التي تستقبل السائح وتقدم له ثقافة البلد المستضيف بكافة تفاصيل إقامته، وأهمية دور مسؤول الخدمات في الفنادق الذي يعرف ب«الكونسيرج» ويعد المرشد الأساسي للسائح حيث يسهل له عملية استكشافه للمنطقة ويربطه بجدول المناسبات المحيطة، وأبرز الأماكن للزيارة، كما يسهل له عملية التنسيق مع المرشدين السياحيين وأفضل وسائل النقل. وتعرف هذا الدور جيداً الفنادق العالمية ذات المعايير العالية، التي تعطي للطابع المحلي أهمية كبرى حين صياغة الهوية الخاصة لفنادقها العالمية، هذه التجربة التي سيحملها معه السائح وسترسم الذكرى للتجربة بأكملها.