أصدقاء طفولتي الأعزاء.. أبعث لكم رسالتي هذه بعد أربعة عقود مضت كانت كفيلة ألا أشاهدكم فيها، فرغم تلك السنين لن تغيب عن ذاكرتي لحظةً تلك الأيام الجميلة التي قضيناها سوياً في زمن الطفولة قبل 40 عاما، وتلك البراءة التي كنا ننعم بها، وتلك الألعاب التي كنا نأنس بها، وتلك الفصول الدراسية التي جمعتنا جدرانها في بداية حياتنا الدراسية. أيام جميلة عشناها بجمال براءتكم وبياض قلوبكم، فلم أنسَ تلك الأيام معكم. أصدقاء طفولتي حين قررت كتابة هذه الرسالة إليكم استرجعت شريط الذكريات بكل تفاصيلها وملامحها، فاضت عيناي بالدموع شوقاً لتلك الأيام الجميلة التي عشتها معكم بكل براءة. كبرنا مع السنين وكبرت رقعة افتراقنا بعد أن فرقتنا مشاغل الحياة، بدءاً بالوظيفة التي حرمتني الاستمتاع بالعيش معكم، ثم المشاغل الأسرية، ولكن على الرغم من مشاغل الحياة لا تزال ذاكرتي تحتفظ بكل لحظة عشتها معكم، وانتهز هذه الفرصة لأعتذر لكم عن تقصيري نحوكم وانقطاعي عنكم، فلا يزال قلبي ينبض وفاءً لكم، ومشاعري تمتزج حباً لكم، كيف لا وأنتم من قضيت معكم أجمل أيام عمري. ورغم انقطاعنا طيلة هذه السنين، إلا أني أرجو أن تكون هذه الرسالة همزة وصل تربطني بكم، وتمد جسور التواصل بيننا، وسأبقى على الوفاء لكم ما حييت.