يخوض رئيس الحكومة المكلف حسان دياب معركة «تقليم الأظافر» ضد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في مسار تشكيل الحكومة واختيار الأسماء المشاركة فيها. للمرة الأولى منذ نحو 10 سنوات وخلال تشكيل نحو أربع حكومات، كان الوزير باسيل صاحب الكلمة الفصل في صنع التشكيلات وتوزيع الحقائب على الأحزاب والتيارات. أشهر تأخر تشكيل الحكومة مع الرئيس تمام سلام وقبله مع الرئيس نجيب ميقاتي وما قبلهما وبعدهما مع سعد الحريري ودائماً كانت العقدة ماذا يريد جبران؟ حتى كانت الحكومة الأخيرة والتي هي الآن مستقيلة ذروة السيطرة بثلث معطل له وحده وأكثرية وزارية مع الحلفاء. لقد كان الوزير باسيل خلال تشكيل الحريري لحكومته المستقيلة قادرا على التدخل في كل الأسماء والحقائب، لا بل تدخل في اختيار وزراء المستقبل والحقائب الممنوحة لهم. فطالب باستبعاد أسماء وإدخال أسماء وإسقاط حقائب وحجب أخرى عن بعض الأحزاب..! وهو ما انعكس على الحكومة بعد نيلها الثقة، فلا قرار يمر إن لم يحظَ بموافقة جبران، ولا قرار مهماً تناقشه الحكومة إن كان غائباً خارج البلاد. عندما سُمي حسان دياب لرئاسة الحكومة قال أحد المهرجين على إحدى الفضائيات اللبنانية، وهو صديق لجبران مغرداً: «اليوم لن يشارك باسيل في الحكومة لكنه هو من سيشكل الحكومة ويضع كل الأسماء». على خلفية كل ذلك كانت الحماسة المفرطة، فجمعت له أكثرية نيابية أمّنت له التكليف بعيداً عن الأرقام والميثاقية وحتى بعيداً عن رضا دار الإفتاء..لقد خُيّل لهم أنهم عبر دياب قد أمسكوا كل المفاتيح وفتحت بوجههم كل الأبواب. ففي الوقت الذي أرادوا من تسميته أن يقبضوا على كامل مقاليد السلطة بدا عصياً عليهم صرفه وتحريكه والهيمنة عليه. وها هم اليوم يشعرون أنه بات عبئاً عليهم، وبات التفكير في طريقة الخلاص منه وقلب صفحته. لقد تحول إلى«كابوس» بعناده وصلابته ورفضه أن يمس أحد منهم بالتشكيلة والأسماء. للمرة الأولى منذ عشر سنوات جبران باسيل لا دخل له بأسماء الوزراء المسيحيين، وهاتف رئيس البرلمان نبيه بري لم يرن مرة باتصال من حسان دياب..! لقد تمكن دياب وبفترة وجيزة أن يعيد الحرارة لموقع رئاسة مجلس الوزراء وإن أكمل على الوتيرة نفسها، فالرجل قادر على إحداث فرق في هذا الإطار، وأكثر من ذلك هو يرفع سقف الصلاحيات لكل من سيخلفه في رئاسة الحكومة، والمؤكد أنه أوقف زمن التنازلات. يتمسك دياب بصلاحياته الدستورية بوجه الجميع، لا يطلب شيئا لنفسه لكن يمنعهم أن يمنحوا أنفسهم أي شيء في الحكومة. السلطة اليوم تواجه عقدة حسان دياب، فمن تصورته حلاً لها بات عقدة العقد، ولسان حالها يلعنُ تلك الساعة، والخوف الخوف أن تعُمّ اللعنة في المستقبل الكثير من الساعات.