بعد ثلاثة أيام من المراوغة والكذب، اعترف النظام الإيراني أمس (السبت) بقتل 176 نفسا بشرية بإسقاطه الطائرة الأوكرانية (الأربعاء) الماضي، واكتفت طهران بتقديم الاعتذار، وحاولت كالعادة التنصل من مسؤوليتها القانونية والجنائية، زاعمة أنها مسؤولية «نزعة المغامرة الأمريكية» في هذه المأساة. وفي أول رد فعل من كييف، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمعاقبة المذنبين ودفع تعويضات، وقال على«فيسبوك» أمس «ننتظر من إيران إحالة المذنبين إلى القضاء ودفع تعويضات». وعبر عن أمله في «استمرار التحقيق بلا تأخير متعمد وبلا عراقيل». ووقعت الكارثة التي أسفر تحطمها عن مقتل جميع الركاب ومعظمهم من الإيرانيين الكنديين وبينهم أفغان وبريطانيون وسويديون وأوكرانيون بعد ساعات قليلة من إطلاق طهران صواريخ على قواعد أمريكية في العراق. وقال رئيس نظام الملالي حسن روحاني أمس، إن بلاده تشعر بأسف «عميق» لإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، معتبرا ذلك مأساة كبرى وخطأ لا يغتفر. وأضاف أن التحقيق الداخلي خلص إلى أن صواريخ أطلقت للأسف عن طريق الخطأ أدت إلى تحطم الطائرة وموت 176 بريئا، موضحا أن التحقيقات مستمرة لتحديد المسؤولين وإحالتهم إلى القضاء. فيما قدّم وزير الخارجيّة جواد ظريف، اعتذارات بلاده عن كارثة طائرة البوينغ. وصدر الاعتراف الأول عن القوات المسلحة الإيرانية التي تحدثت عن «خطأ بشري» تسبّب بكارثة الطائرة. وقالت في بيان إن الطائرة بدت هدفا معاديا وأصيبت بطريقة غير مقصودة، زاعمة أنها اقتربت من مركز عسكري حساس تابع للحرس الثوري. وكانت طهران كذبت ونفت بشكل قاطع فرضية رجحتها دول عدة وخصوصا كندا، بأن الطائرة أصيبت بصاروخ. وادعى رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية عابد زادة، أن هناك أمرا واحدا مؤكدا هو أن الطائرة لم تصب بصاروخ. ورجحت الولاياتالمتحدة أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، إنّ بلاده تعتبر أنّ الطائرة تعرضت لصاروخ إيراني. وانتشر تسجيل فيديو من 20 ثانية يظهر ما يبدو أنها لحظة إصابة الطائرة. ويظهر التسجيل جسماً يتحرّك بشكل سريع ويرتفع في السماء قبل أن يظهر وميض ساطع ثم يخفت ويواصل تحرّكه إلى الأمام. وبعد ثوان عدة، سمع دوي انفجار.