من أصعب الأمور على أي كاتب أن يكتب عن شخص يحبه وقريب من قلبه كونه لن يستطيع أن يخفي إعجابه وتقديره لمن يكتب عنه. إذ فجعت كما فجع غيري في أرجاء الوطن والخليج والعالم العربي بوفاة أيقونة العطاء وعراب التطوع القدير الدكتور نجيب بن عبدالرحمن الزامل رحمه الله. لقد كرس الراحل حياته للعلم والثقافة والتطوع والعطاء بلا حدود حتى وإن كان على حساب صحته وماله ووقته. الدكتور نجيب الزامل الذي كان يرفض دوماً أن ينادى بحرف الدال المغري للكثيرين أو تذكر سيرته الذاتية في المحافل التي كان يحضرها، وكان دوماً يردد بأن السيرة الذاتية لا تدل على الشخص، وإنما الشخص هو الذي يدل على نفسه. لذا سأكتب عنه كما يحب أن ينادى «نجيب» الذي كان عضواً في مجلس الشورى وترأس وتقلد عضوية العديد من مجالس الإدارة التجارية والخيرية والتطوعية والإعلامي والكاتب البارز في العديد من الصحف، إذ عرفت مقالاته بالعمق والرسائل الإيجابية السامية، وبالرغم من كل هذه المشاغل والارتباطات والوضع الصحي بالمرض الذي لازمه لسنوات طوال كان لا يتأخر أبداً عن المناسبات التطوعية واللقاءات الشبابية والخيرية. ومن باب نسبة الفضل إلى أهله، فقد كان نجيب الزامل -رحمه الله- خير داعم لي في عدد من المجالات، منها كتابة المقالة بعد أن نشرت أول مقال لي في أغسطس 2014 وبمرور السنوات ونشري لقرابة 60 مقالاً كان لا يتأخر أبداً بالاطلاع على مقالاتي ويبدي ملاحظاته ويدعمني ويشجعني بشكل منقطع النظير، وهذا أمر لا أعتقد أنه كان يخصني به لوحدي فقد كان نهر العطاء - رحمه الله- داعماً للعديد من شباب وشابات الوطن. نجيب الزامل وإن رحل وغادرنا جسداً اليوم ستبقى أعماله ومشاريعه الخيرة وبصماته ومقولاته وعباراته باقية في أذهاننا ونهراً جارياً يصب في ميزان حسناته بإذن الله. ومضة: كتب في آخر تغريداته قائلاً: «يجب أن تملك المعرفة كي تعرف متى تتحدث، وأن تملك الحكمة كي تدرك متى تصمت» ولكنه صمت إلى الأبد.. غفر الله له وإنا لله وإنا إليه راجعون. * كاتب سعودي