{ عالم التطوع والمتطوعين يصنع الفارق في المجتمعات الحديثة، وهو نواة مؤسسات المجتمع المدني التي من خلالها ينهض المجتمع وأفراده، ويقومون بواجبات وأدوار بعيدة عن الروتين الحكومي، فالتنمية الحديثة لا تحتاج للدولة في كل شيء، فقط تحتاج لتشريع وتنظيم قد يفتحان الباب للأفكار والإبداع. رائد المالكي لا يُذكر اسمه إلا ويتراءى لنا كل عالم التطوع والمسؤولية الاجتماعية، يعمل في كل اتجاه، من دون أن تتداخل الجهات، ومن دون أن يفقد تميزه وأثره، كل فترة له نتاج جميل إعلامياً وتطوعياً، حتى استطاع أن يضع اسمه في الصفوف الأولى بقدرته على مواكبة المتغيرات وصناعة المختلف، وترك الأثر البين في كل مبادرة وفعالية. هو عندما يتحدث، يتحدث من تجربة، لذا لنتحمل غضبه ونقده، ونؤمن تماماً بأنه يحكي رغبة في الأفضل ولا سواه.. إلى الحوار: محطات حياتك من أساهم في تشكيلها؟ - أقول دائماً إن ذات الإنسان عبارة عن طبقات رسوبية تشكلها المواقف التي تمر بشكل يومي على الإنسان، وتتفاوت سمك وشكل كل طبقة بحسب ظروف تلك المرحلة التي تشكلت فيها. هذه الرسوب قد تشكل لنا شخصاً جميلاً أنيقا متعلماً ومتزناً وقد تشكل عكس ذلك أو خليطاً بين الاثنين. أما حياتي فلا تختلف ولا تخرج عن هذه التشكلات الطبيعية، وبطبيعة الحال شخصيتي متأثرة بوالدي بشكل كبير. كيف تمكنت منك المسؤولية الاجتماعية وبرامج التطوع وفازت بك قولا وعملا ودعما؟ - كان الأمر في بدايته مجرد مشاركة مجتمعية للقضاء على وقت الفراغ بإشغاله بما ينفعني في ديني ودنياي، وفي فترة مشاركتي الأولى أدركت بعض المشكلات التي تواجهها المسؤولية الاجتماعية وقررت أن أكون مساهماً في حلها وكان أبرزها قضية الإعلام المتخصص بالمسؤولية الاجتماعية. مفهوم المسؤولية الاجتماعية هل تم توصيفه جيدا؟ -هناك معيار دولي باسم أيزو 26000 أطلقته المنظمة الدولية للمعايير (أيزو) في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 ليقدم توجهات بخصوص المسؤولية الاجتماعية بهدف المشاركة في عملية التنمية المستدامة العالمية، من خلال تشجيع القطاع الخاص والمنظمات الأخرى على المشاركة في ممارسة المسؤولية الاجتماعية لتحسين هذه الممارسة على عمال هذه الشركات والمنظمات وبيئتها الطبيعية ومجتمعاتها. لماذا خطوات إقرار التطوع عندنا لا تزال رهينة للبيروقراطية؟ -للأسف البيروقراطية أصبحت الصفة السائدة للجهات الحكومية لدينا، فعلى رغم وجود إدارة للتطوع بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إلا أننا كمهتمين بالتطوع لم نلمس أثراً يليق برؤية السعودية 2030 التي جعلت للتطوع نصيباً من أهدافها وخططها. الفرق التطوعية، اختلط الحابل فيها بالنابل، كيف لنا من سبيل لفرزها وعدم السماح لأي أحد بإنشائها عبثاً؟ -ظاهرة الفرق التطوعية هي بالأصل ظاهرة صحية، ولا نستطيع منع أفراد المجتمع من تكوينها، لتكون موجودة على العالم الافتراضي، أما عن ووجودها في الواقع، فيلزم ذلك دخولها تحت غطاء قانوني، سواء لجمعية خيرية أم لجنة تنمية وما شابه من المنظمات غير الربحية، ولكن استدامتها هي العائق الكبير فغالب الفرق التطوعية تموت سريعاً لأسباب تعود لضعف إدارتها وقلة خبرة من يُديرها وانعدام الدعم المالي أو اللوجيستي لها. الكل يشيد بالمتطوعين والمتطوعات، لكن لا تزال حقوقهم مسلوبة.. ما السبب؟ -السبب بكل بساطة لا توجد لائحة تنظيمية متفق عليها على مستوى الدولة، الأمر الأخر الجاهل عدو نفسه لذلك ينبغي أن يكون المتطوع واعياً بحقوقه وواجباته، فكلما ارتفع سقف الوعي زاد حرص الجهات على حفظ الحقوق وتقديم أفضل خدمة. التطوع المنتهي بالتوظيف، لماذا نخدع به الكثيرين والكثيرات؟ -السعي خلف لقمة العيش صعب وشاق، وهناك ضعاف نفوس استغلوا رغبة الباحث عن عمل بوعود واهية، وينبغي على وزارة العمل ضبط هذا التصرف وتنظيمه، بحيث يكون هناك ترخيص للجهات الراغبة بفتح مجال التطوع المنتهي بالتوظيف، من خلال تقديم برنامج تأهيلي يخدم سيرة المتطوع الذاتية. كيف تقوم الإعلام الاجتماعي بصفتك ممارساً ومؤسساً لكثير من الصحف فيه؟ -الإعلام الاجتماعي يحتاج لصناعة محتوى مشوق يجذب المتابع، من المؤسف أن المهتمين بهذا المجال قِلة لا تذكر بالنسبة للصحف الرياضية والعامة. الصحافة الورقية لا تهتم كثيرا بالتطوع.. لماذا؟ -المشكلة ليست في الورقية فقط، ولكن هي فجوة كبيرة بين الطرفين، الإعلام يبحث عن ماده إعلامية مثيرة، والفرق التطوعية لا تمتلك المقومات والموارد اللازمة، وينبغي للصحف أن تتبنى مبادرات لتأهيل المتطوعين على كيفية التعامل مع الإعلام. كيف جاءت قصة جريدة إنماء الإلكترونية؟ وما مدى مساهمتها في الفضاء الإعلامي؟ -جاءت صحيفة إنماء لتكون المنصة الرائدة في مجال المسؤولية المجتمعية، لتسهم في سد الاحتياج الإعلامي للقطاع الخيري بكل أشكاله، وتحسين صورته الذهنية من خلال فريق عمل متخصص ومحترف يعمل على تغطية جميع مناطق ومدن المملكة، إضافة لتأهيل وتمكين الكوادر البشرية وإدارات العلاقات العامة والإعلام بالمنظمات غير الربحية، لتكون قادرة على توفير المعلومات اللازمة للجهات الإعلامية بكل شفافية، وكذلك للمجتمع من خلال منصاتها التفاعلية لتحقق نجاحات تنموية تعكس صورة مشرقة للمجتمع السعودي. ما التحديات التي تواجهها الجريدة؟ وما الذي تخاف منها علي؟ -تشكل الاستدامة تحديا كبيرا لكل منظمة وصحيفة، إنماء كغيرها من الصحف تحتاج لموارد مالية لتستمر وتنجح، وهذا ما نفعله من خلال تصميم منتجات تتوافق مع احتياج المنظمات غير الربحية، وكذلك تلبي حاجة المانحين، ومن التحديات كذلك جهلنا كملاك صحف إلكترونية بمستقبل الصحف مع وزارة الثقافة والإعلام، إذ إن الأمور ليست واضحة. وتوجد تراخيص لصحف إلكترونية لم يتم تجديدها، وهذا يشكل عائقا كبيرا! إذ إن هذا الإجراء يترتب عليه توقف جميع المعاملات المالية والتجارية للصحيفة، ما يسهم بشكل رئيس بقتلها، وحقيقة أن وزارة الإعلام تفكر وحدها وهذا لا يخدم عملية التغيير الجذري الذي تقوم به الوزارة، إذ يجب إشراك أصحاب المصلحة، إذا كان الأمر متعلقا بمستقبل الصحف الإلكترونية، التي بذلت جهداً عظيماً منذ ولادتها وحتى هذه اللحظة، في ظل تجاهل الوزارة التي من الواضح أنها لا تتنبأ بمستقبلها وقوة تأثيرها. الفعاليات الاجتماعية المقامة عندنا، كيف نوازن فيها بين الربحية والتثقيفية؟ -مع رؤية 2030 ستكون السعودية واجهة عالمية لصناعة الاجتماعات، وهذا يتطلب استراتيجية لبناء بنية تحتية، تساعد بشكل سريع في نهوض هذا القطاع الاقتصادي والتنموي، وذلك لما للفعاليات والملتقيات والمعارض من دور مهم في تطور المجتمع وإثرائه اقتصادياً ومعرفياً، وأعقد على البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات الكثير من الآمال حول تطوير صناعة الاجتماعات. ما زال البعض يشكو من قصور الفكر لدى بعض القائمين على الجمعيات الخيرية، هل تلمس ذلك؟ -إدارة الجمعيات الخيرية أصبحت مختلفة تماماً عن السابق، وذلك لأن العصر اختلف عن سابقه بشكل سريع جداً، ما جعل القائمين عليها غير مستوعبين للأحداث المتسارعة، والمشكلات المجتمعية التي أحدثتها التقنية والانفتاح على العالم الخارجي، إضافة لضعف أفكار برامجهم وندرة فرصهم التطوعية التي نستثمر بها طاقات الشباب ومهاراتهم، وعجزهم عن تنمية مواردهم المالية التي باتت تهدد بقاء الجمعية الخيرية، في ظل توجه الدولة لأن تكون تلك الجمعيات معتمدة على التمويل، من خلال مشاركة القطاع الخاص والذي بدورة يحتاج لمعاملة مبنية على تبادل المنفعة. الأوقاف عندنا، لم هي مغيبة عن النشاط التطوعي التنموي؟ -الوقف كما هو معروف ضمان لاستمرار عطاء المؤسسات التطوعية، هو الركن الرئيس الذي قامت عليه الكثير من المؤسسات التطوعية عبر تاريخ الأمة الإسلامية، فمن أجل نجاح المشاريع التطوعية واستمرارها، كانوا يقيمون لها الوقف لينفق عليها من إيراده. ولكن هذا المفهوم أصبح اليوم شبه غائب بسبب التغيرات الاقتصادية التي طرأت قبل عقود عدة على الدولة، ما جعلها معتمدة كل الاعتماد على النفط فقط، وهذا الاعتماد كان سببا في تهميش أهمية الوقف والذي يشكل رافدا اقتصاديا تنمويا، وكلي أمل بأن هيئة الأوقاف ستفكر بعيدا وخارج الصندوق، وستحدث نقلة نوعية في قطاع الأوقاف، بحيث تنشئ كيانات وقفية تسهم في دعم الفرق التطوعية، التي من خلالها نستطيع استثمار طاقات الشباب في دفع عجلة التنمية، والمساهمة مع الدولة في القضاء على الظواهر السلبية بالمجتمع. التنمية والتمكين، مفردتان تستخدمان للوجاهة أكثر منها للحقيقة والواقع. ما رأيك؟ -هي في الحقيقة توجه دولة، إذ إنها في رؤيتها تسعى لتمكين أفراد المجتمع وتنقلهم من الرعوية، وهذا المشروع عظيم جدا يحتاج لتغيير جذري لسياسة الجمعيات الخيرية وأسلوب نشاطها، وتطوير عقول من يديرها. ولا أخفي أنني رأيت كثيرا من الجمعيات تنادي بالتمكين عبر مشاريع لها وهي بالأصل مجرد فقاعة، لكن لعل هذا الأمر ينتهي قريبا. المبادرات الاجتماعية غير الربحية، من يهتم بها كثيرا؟ -أعتقد أن فئة كبيرة من المجتمع مهتمة بها، ولكن يتفاوت هذا الاهتمام ما بين أصحاب قضايا مجتمعية وما بين صناع مبادرات، وكذلك أشخاص راغبين بالمشاركة بأقل التكاليف أو الجهد. يأتي هنا دور المنظمات غير الربحية في ابتكار مبادرات مجتمعية، تسهم في استثمار طاقات الراغبين في التطوع من جميع الفئات، وهذا تحد كبير، إذ إننا نواجه صعوبة بالغة في ندرة صناع المشاريع المجتمعية المبنية على احتياج حقيقي. يرى البعض أن المبادرات الفردية في التطوع تفوق نتاجا بعض المبادرات المؤسساتية. ما رأيك؟ -السبب في ذلك، أن المبادرات الفردية غالبا بعيدة عن بيروقراطية المؤسسات، التي يجب عليها فهم سمة المبادرة المجتمعية من حيث المرونة في التنفيذ والإدارة، وهنا أكرر أن مؤسساتنا غير الربحية ليست مؤهلة حقيقة بما يخدم رؤية السعودية 2030، إذا اهتممنا بجانب التمكين وليس الكم. كيف تقوم دور الجامعات والبحث العلمي في تنمية الأداء وتطويره في عالم التطوع والمجتمع؟ -الجامعات في سبات عميق، وهي لا تعلم ما يدور حولها، وغالب برامجها لا تتعدى الشكل الصوري عديم الأثر، ويجب أن تكون ملمة بالاحتياج المحلي للمجتمع، وبسؤال واحد فقط يكشف حقيقة تلك الفجوة التي تعاني منها الجامعات «ماذا قدمت للحي المجاور للجامعة؟» هنا تعرف أنها لا تعرف عن المحيط الخارجي سوى أنهم مجتمع تتولى الحكومة حل مشكلاتهم. والأمر يمتد لداخل أسوار الجامعة. المؤتمرات والملتقيات العلمية الخاصة بالمسؤولية، هل من نتاج فاعل أم مجرد تنظير فقط؟ -حضرت عشرات الملتقيات وسمعت مئات التوصيات، والنتيجة تقرير ختامي يرفع للمانح أو الداعم للملتقى، ثم نعود نمارس الأخطاء نفسها، ولا نتفاعل مع تلك التوصيات التي بذل لأجلها المال والوقت والجهد. مجتمعات «المجتمع التطوعي» الافتراضية.. كيف تقوم تجربة تأسيسها وطموحك تجاهها؟ -هي مجتمعات ناجحة في العالم الافتراضي، لبعدها عن التعقيد المؤسسي، ومن خلال عملي كمستشار في مجال التطوع، تردني عشرات الاستفسارات عن منظمات تعطي الفرق التطوعية فرصة المساهمة المجتمعية، وهذا يعكس الفجوة الحاصلة بين إدارات التطوع بالجمعيات الخيرية وتلك المجتمعات التي أسست لخدمة المجتمع برغبة منهم في المساهمة في إحداث تغيير نحو الأفضل. ولإيماننا بدور تلك المجتمعات، قمت أنا ومجموعة من المهتمين البارزين في العمل التطوعي بتأسيس مبادرة باسم «المجتمع التطوعي» وذلك بهدف المساهمة في تطوير العمل التطوعي ليحقق رؤية السعودية 2030 ويقدم الاستشارات اللازمة، وصناعة المبادرات المبنية على أسس صحيحة، إضافة للتمكين المجتمعي وكذلك إثراء المحتوى المتعلق بالتطوع، حتى يكون المتطوع قادرا على خدمة مجتمعة بما يخدم رؤية الوطن. التدريب في الفضاء الاجتماعي والتطوعي، من الجهة التي تعوق مسيرته؟ وكيف حال تفاعل مؤسسات التدريب معه؟ -التدريب في مجال التطوع أصبح مهنة من لا مهنة له بكل صراحة، تارة تجد أسماء تدرب هي بالأساس ليس لها أي ممارسة تطوعية، أو تجد لها ممارسة تطوعية بسيطة لكن لا تملك المحتوى الجيد، أما بخصوص المظلة الرسمية للتدريب وهي المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، فهي بعيدة كل البعد عن واقع التدريب في التطوع، وما يشغل تفكيرهم هو رسوم الدورات واعتمادها بهدف جناية المال لا أكثر! ولا أذكر أن لهم دورا في تمكين محتوى التطوع. متى سيستعيد الحي عندنا عافيته، ويعود للواجهة كمؤسسة اجتماعية نافذة وقادرة على ضبط الجهود الاجتماعية وتنميتها؟ -لجان التنمية وجدت لخدمة أبناء الأحياء وتلبية احتياجهم، ولكن أكرر الأسطوانة نفس من هم الذين يديرون تلك المنظمات؟ وهل خبراتهم التطوعية تؤهلهم لشغل تلك المناصب؟ نحن بحاجة لبرنامج وطني لإعادة هيكلة وتمكين المنظمات غير الربحية، وقياس أثر مستمر لها لنعرف هل ما نقدمه يسهم فعليا بتنمية المجتمع، أم أننا ننفذ برامج لمجرد أن دورنا تنفيذ برامج بغض النظر عن مدى الاستفادة منها؟ ما التغيير الذي ننتظره من شيوع التطوع والمسؤولية الاجتماعية في المجتمع؟ -التطوع هو لا يحدث التغيير بل يسهم فيه، فالتغيير الجذري هو دور الحكومة، ولكن ننتظر من الفرق التطوعي أن يكون لمبادراتهم قياس أثر ونتائج ملموسة، وينتقلون من الصورة التقليدية في تنفيذ برامجهم إلى صورة محترفة قادرة على خلق الشراكات المجتمعية مع القطاع الخاص. رؤية 2030 راهنت على خلق جيل من المتطوعين، كيف ترى الخطوات لذلك؟ -نحن في مرحلة نهتم فقط بالعدد كم متطوع لدينا، والصحيح يجب أن نستثمر هذا المتطوع استثمارا يليق بالرؤية، إذ إنه يشكل رأس مال بشري ذا قيمة عالية، يسهم بخفض التكاليف على الدولة من حيث مساهمته في حل المشكلات المجتمعية. رسائل إلى: نجيب الزامل - الأستاذ نجيب الزامل هو بمثابة الأب الروحي للمتطوعين، إذ يراه كثير من الشباب قدوة ورمزا وأطالبه أن يكون ذلك المدافع والمطالب بحقوقهم، فصوته مسموع ويستطيع خدمة المتطوعين بما يتوافق مع نظرتهم له. علي الغفيص - بالنسبة لي هو شخص غامض لا أدري ماذا يريد أن يصل إليه، ويؤلمني حقيقة ضعف حديثه الإعلامي عن قطاع التنمية، إذ إن الدولة تعول على هذا القطاع بأن يسهم في الناتج المحلي بمقدار 5 في المئة بدلا عن 0،5 في المئة، ولكن أثق بأن هناك مرحلة مقبلة ستحدث التغيير المطلوب تحقيقه. القطاع الخاص - قطاع يفكر في خدمة نفسه كيف أن يجني الأموال وينمي ثراءه، متجاهلا دورة الكبير في ممارسة المسؤولية الاجتماعية بكل مجالاتها. جمعيات التطوع - عندما تقرأ أهدافها تود أن تضرب لها تحية تعظيم سلام، وعندما تنظر لبرامجها تود لو أنها أغلقت. الجامعات - أبواب مغلقة فكرا، لا تستطيع تحقيق المشاركة المجتمعية مع المجتمع المحلي القريب، فما بالك بمساهمتها الحقيقية في رؤية السعودية التي أصبحت حلما ينتظره جميع أطياف المجتمع. مجلس الشورى - يحتاج لمشروع إعادة بناء وتحسين صورة ذهنية، فالمجتمع ينتظر منه دورا فاعلا يخدم قضياهم ويكون لسانهم الناطق بمطالباتهم وهمومهم. هيئة الصحافيين - مجرد اسم لا أكثر، فالصحافة لدينا مصيرها مجهول سواء ورقية أم إلكترونية، وهي تعلم ذلك ولا تحرك ساكنا، ولا أعلم ما هي الأسباب التي تجعلها مكتوفة الأيدي. ملامح: - في طفولتي نظرت للنجوم بتأمل وسألت نفسي بكل براءة «من أنا؟»، «وما هي مهمتي في هذه الحياة؟»، «وكيف أستطيع أن أكتشف سري؟». - مضت السنوات وعشت كثيرا من التجارب ومررت بكثير من المحطات وأدركت أنني خلقت لهدف وهناك مهمة تنتظر مني أن أنجزها. - قادتني تجاربي لعالم التطوع الذي استقررت فيه ووجدته قضيتي. - قررت من حينها أن أبذل ما في وسعي لخدمة هذا المجال، وكانت البداية مع صحيفة إنماء التي سارت وحدها كأول صحيفة على مستوى الوطن العربي تهتم بمجال المسؤولية المجتمعية، خضت فيها تحديا عظيما إذ بدأت وحيدا وعملت على تدريب وتمكين فريق العمل الذي بذلت قصارى جهدي للمحافظة عليه. - مع مرور الوقت تطور هذا الفريق وتطورت سياسة الصحيفة، إذ تعد من أكثر الصحف الإلكترونية إتقانا في العمل، وأكثرها تنظيما، وما يشعرني بالفخر أن جميع طاقمها من المتطوعين الذين شاركوني القضية وتعاهدوا الله على بذل قصارى جهدهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم. - صحيفة إنماء هي الآن رمز في مجالها، إذ تبنت مبادرات عدة أسهمت بشكل جيد في خدمة المجال التطوعي من خلال دورها الإعلامي ومبادراتها مثل برنامج توريف الذي وجد لتطوير وتمكين إدارات العلاقات العامة في المنظمات غير الربحية، وبرنامج مجيد المختص بتأهيل وتمكين الصحافيين في مجال المسؤولية المجتمعية ومدونة رخيم الأولى من نوعها والتي تهدف لإثراء المحتوى المتعلق بالقطاع الثالث صوتيا. - أفتخر بمبادرة المجتمع التطوعي والتي تعتبر مشروع كل المتطوعين، تلك المبادرات التي ولدت من رحم الاحتياج لم تأت إلا بعد سنوات من العمل الشاق المتواصل على رغم عزوف مؤسسات المجتمع المدني عنها لأنها تبنت منهجا صحيحا في البناء الحقيقي للمبادرة الاجتماعية والتي لا تفضلها تلك المنظمات المتيمة بالبروز الإعلامي. - أثق تماما بأن الوقت قصير جدا وليس لدينا الوقت الكافي لإنجاز أحلامنا، ولكن أدعو الله ألا يضيع لي جهد، وأن يجع ما أقدمه خالصا لوجهه الكريم.