كشف مصدر أمني عراقي رفيع المستوى ل«عكاظ»، أسباب تصفية واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والرجل الثاني في مليشيا «الحشد» العراقي أبومهدي المهندس، بضربة صاروخية فجر أمس «الجمعة». وقال المصدر، إن قرار اغتيال «سليماني والمهندس» استبقته اختراقات أمنية أمريكية للدائرة الضيقة المحيطة بنائب رئيس هيئة «الحشد»، إذ تمكنت المخابرات الأمريكية من تجنيد مقرب من المهندس الذي أطلعها على موعد وصول سليماني لمطار بغداد والخطة التي كان يريد الإشراف عليها بتنفيذ «الحشد الشعبي». ووفقا للمصدر فإن خطة سليماني التي كانت ستنفذ فجر يوم ال11 من يناير الجاري، تتضمن محاصرة «الحشد» القواعد العسكرية الأمريكية باستثناء الموجودة في كردستان، لافتا إلى أن واشنطن لديها نحو 12 قاعدة عسكرية علنية في العراق. وأفصح المصدر، أن خطة سليماني ركزت على 3 قواعد أمريكية هي: مطار بغداد، وقاعدتا عين الأسد في قضاء البغدادي والحبانية في الأنبار، بالتزامن مع الخطة محاصرة السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء. ولفت إلى أن سليماني استهدف بخطته الضغط على الولاياتالمتحدة لإخراج قواتها من العراق واقتصار وجودها على البعثة الدبلوماسية. وفيما لا يزال التوتر يسيطر على العراق، برز الرئيس العراقي برهم صالح محاولا نزع فتيل الأزمة، وداعيا في بيان أمس إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا. فيما دعت المرجعية العليا وأحزاب وكتل سياسية عراقية، إلى إعادة النظر في العلاقات مع الإدارة الأمريكية، وعقد جلسة برلمانية طارئة اليوم (السبت) لمناقشة إنهاء الوجود العسكري الأمريكي . ومن المنتظر أن يناقش البرلمان اتخاذ قرار لإخراج القوات الأمريكية من العراق، وكذلك مناقشة إلغاء أو تعديل اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين البلدين. وفي واشنطن، رحب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ب«العمل الشجاع» الذي قام به ترمب «ضد العدوان الإيراني». واعتبر السيناتور الجمهوري توم كوتون، أن سليماني «نال ما يستحقه». ودعت غالبية العواصم إلى الهدوء لتجنب ال«تصعيد»، فيما توعدت إيران أمس، على لسان المرشد علي خامنئي ورئيس نظام الملالي حسن روحاني بالانتقام.