كشف تقرير أعده معهد «غيت ستون» الأمريكي للدراسات الاستراتيجية، أن النظام في طهران وضع نفسه في مواجهة محتملة مع الترسانة العسكرية الأمريكية بعد حادثة الهجوم واقتحام الجدار الخارجي لمجمع السفارة الأمريكية شديدة التحصين في المنطقة الخضراء في بغداد من قبل المئات من عملاء إيران. وأوضح التقرير أن الضغط المكثف الذي تواجهه إيران بسبب استمرار تدخلها في العراق، والرغبة في صرف الانتباه عن موجة الاحتجاجات المناهضة للنظام التي وقعت مؤخراً في البلاد هي العوامل الرئيسية وراء تصاعد العنف في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، الذي أدى إلى قيام طائرات حربية أمريكية بتنفيذ أكبر هجوم لها منذ عقد على المليشيات التي تدعمها إيران. وأشار إلى أنه من خلال شن سلسلة من الضربات الجوية ضد المليشيات التي تدعمها إيران في العراق وسورية ليلة الأحد الماضي، أكدت إدارة ترمب بوضوح تام أنها لن تتسامح بعد الآن مع أي نفي لطهران في تورطها في هجمات ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، مبيناً أن طهران ستخاطر بمواجهة عسكرية مباشرة مع الولاياتالمتحدة إذا استمرت في نهجها التكتيكي الخفي المتمثل في استخدام وكلاء لتنفيذ الهجمات نيابة عنها. فمن هجمات السيارات المفخخة التي نفذتها مليشيا حزب الله المدعومة من إيران ضد القواعد الأمريكية في بيروت في الثمانينيات أو تنفيذ عمليات اغتيال في أوروبا، إلى الهجمات الأخيرة على منشآت نفط أرامكو السعودية في أكتوبر 2019، يظن النظام الإيراني مراراً وتكراراً أن استخدام المليشيات الشيعية بالوكالة للقيام بعملهم القذر، فإنهم قادرون على إنكار أي تورط لهم في ذلك. وألمح التقرير إلى تغريدة ترمب على تويتر، بأن إيران هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم على مقر السفارة الأمريكية، قائلاً «ستتحمل إيران المسؤولية الكاملة عن الخسائر في الأرواح أو الأضرار التي لحقت بأي من منشآتنا، وسيدفعون ثمناً باهظا جدا هذا ليس تحذيراً، إنه تهديد». وكان رد البنتاغون العسكري سريعاً وموجهاً إلى تدمير عدد من قواعد تلك المليشيا. وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي لم يستمع إلى مزاعم إيران بأنها لا علاقة لها بالهجوم الصاروخي الذي وقع الأسبوع الماضي على قاعدة عسكرية أمريكية قرب مدينة كركوكالعراقية من قبل مليشيا «حزب الله» المدعومة من إيران، التي قتل فيها مقاول أمريكي واحد. بيد أن ترمب ألقى باللوم على إيران مباشرة في تنفيذ هجمات كركوك، وكتب يقول: «لقد قتلت إيران مقاولا أمريكيا، وأصابت الكثيرين. رددنا بقوة، وسنفعل ذلك دائماً». وأشار تقرير معهد «غيت ستون» إلى أن واشنطن أرادت بذلك أن ترسل إشارة واضحة إلى طهران مفادها أن اعتمادها على المليشيات الشيعية لشن هجمات نيابة عنها لن يتم التسامح معه بعد الآن.