علمت «عكاظ» أن قيادات مليشيا «الحشد الشعبي» الموالية للنظام الإيراني تمردت على الرئيس العراقي برهم صالح، ورفض رئيس هيئة الحشد فالح الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس، وزعيم منظمة بدر هادي العامري الاستجابة لطلبه بالحضور إلى مقر الرئاسة. وكشفت مصادر عراقية موثوقة أن الرئيس العراقي طلب قيادة الحشد، التي قادت الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية، لمناقشة الأمر وإبلاغهم أن «الحشد» ينضوي ضمن المؤسسة العسكرية العراقية بموجب القانون، وأن ما قام به من اعتداء على السفارة يشكل خرقا وتجاوزا للقانون. وفيما تمترست قوات «المارينز» بكامل جهوزيتها في محيط سفارة واشنطن وعلى الأسطح لحمايتها من أي اعتداءات قد تقوم بها المليشيات الموالية لإيران، أكدت مصادر عراقية مقربة ل«عكاظ» أن قوات «المارينز» تلقت أوامر صارمة بإطلاق النار على أي هدف يقترب من مقر السفارة. وفي تطور لافت يعد الأول من نوعه، وجه ممثل «ولاية الفقيه» رئيس التوجيه العقائدي في «الحشد» محمد الحيدري، رسالة تتجاوز القواعد والأعراف المعمول بها لرئيسي الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي. وزعم الحيدري في رسالته أمس أن موقف برهم والحلبوسي من الهجوم على السفارة الأمريكية يفتقد إلى أي موقف وطني. وتساءل: لماذا لم تبدوا أي اهتمام عندما أحرقت القنصلية الإيرانية في النجف ولم ترسلوا حتى قوات أمنية لحمايتها. وتفضح الرسالة، بحسب مراقبين عراقيين، انتماءات الحيدري ومن هم على شاكلته من أذناب الملالي في العراق. من جهته، دعا زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي إلى الإسراع بتعديل اتفاقية وجود القوات الأمريكية في العراق، فيما طالبت القوى الموالية لإيران بإلغاء الاتفاقية وإخراج القوات الأمريكية فورا. ووقعت مذكرة نيابية أمس لإخراج تلك القوات وإلغاء الاتفاقية الأمنية وتفكيك غرفة العمليات المشتركة. وقال النائب سعد الخزعلي إن المذكرة سلمت إلى رئاسة البرلمان لإدراجها على جدول أعمال الجلسة القادمة، مؤكدا أنه لا تراجع عن إخراج القوات الأمريكية من العراق.