الجريدة في تعريفي هي العكاز الذي يتوكأ على موثوقيتها القارئ في مصداقية الخبر، وثبوت مصادر التحري، والبعد عن التهافت على الشعبوية، أو كسب القارئ من خلال تعمد الإثارة والارتهان لوكالة «يقولون»، وهو ما شاع للأسف وانتشر مؤخراً في وسائل التواصل الجديدة والوسائط الإلكترونية، والتي تفلتت -غالباً- من أطر الرقابة وتمحيص المصادر، بل إن هذه الساحات قد فتحت الباب على دفتيه للمعرفات الوهمية، وصارت هذه الوسائل الجديدة من أدوات المعارك والاختلاق والإفتئات والتكاذب بين الأفراد والمؤسسات والدول، وشاع فيها التلفيق وتيسرت إمكانيات التزوير التي لا يدركها إلا الراسخون في تفتيش وتدقيق هذه المعرفات. كنت أحد حضور حفل إطلاق هوية جريدة عكاظ، وأسعدني كثيراً تحولها السريع لمواكبة التحولات الإعلامية السريعة التي أسهمت كثيراً في ضعضعة الصحافة الورقية، وقد أحسنت «عكاظ» كثيراً في هذا التدارك، وعلى البقية من صحافتنا وإعلامنا اللحاق بعجلة التغيير التي تداهمنا في جوالاتنا وحواسيبنا وشاشاتها. مبروك لجريدة «عكاظ» هذه الهوية العصرية وأزجي التبريكات لرئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبدالله صالح كامل، وتهنئة أخرى للأستاذ الصحفي الحقيقي (وقليلٌ ما هُمْ) جميل الذيابي، وأمنيات باستمرار النجاح لجريدتنا «عكاز»، لكن الأهم أن تبقى «عُكَّازْاً» للمصداقية التي نتكئ عليها في تحرياتنا الخبرية والاستطلاعية. كل عام وعكازنا ثابت لا يتأرجح. * كاتب سعودي IdreesAldrees@