بدأ تويتر في تنفيذ ما وعد به قبل أيام من عزم صارم على القيام بحملة تطهير واسعة وشاملة للمعرفات الوهمية والحسابات الصامتة التي ليس لها أي نشاط البتة أو تلك التي لا يستجيب صاحبها لطلب تويتر إثبات ملكيته عند طلب توثيق حسابه بالجوال أو الإيميل وإعادة إدخال رمز التفعيل المرسل إليه؛ كما يجري في التعاملات البنكية عبر الإنترنت. وبرر «بنجامين آمين» مدير عام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن تويتر يهدف إلى إضفاء مزيد من مصداقية المحادثات وواقعيتها ولمنح التواصل بين المعرفات روح الثقة في الرأي والمعلومة والمشاعر، وأن حملة التنظيف ستخفي ملايين الحسابات على مستوى العالم، تلك التي تفتقد الصدق في الملكية ولا تعبر عن شخصية صاحبها، وستنكشف ملايين المعرفات ذات المتابعات المليونية التي قد تكون الأرقام المنتسبة إليها غير حقيقية، وستنجلي الصورة الواقعية لكل معرف. وأمام هذه المعلومات الجادة من تويتر التي بدأ تطبيقها قبل أمس سنجد أننا ندخل مرحلة جديدة في التعامل مع هذا الوسيط الاجتماعي المتفرد الذي يعد الآن أقوى شبكة تواصل في العالم يعبر عن الرأي بأطيافه المختلفة ويؤدي أغراضا متعددة؛ منها الأمني والتجاري والترفيه والخدمات والتسهيلات المختلفة. ومن أهم وأروع المكتسبات التي سنجنيها من حملة التطهير هذه تهاوي تنظيمات الخلايا الإلكترونية الإرهابية وانكشافها وفقدانها عشرات الآلاف من معرفاتها الوهمية المزيفة؛ كما يجري في الغرف الإلكترونية الإيرانية في طهران وبيروت ودمشق وبغداد وتركيا والبحرين واليمن وأمريكا ودول أوربية عدة، وكما هو الحال عند خلايا عزمي في الدوحة؛ إذا ستتعرى الغرف الإلكترونية التي تديرها فرق عاملة تتناوب على مدار الساعة وتغرد بأسماء وهمية تكون بالتلفيق من بعض الأسماء والقبائل السعودية؛ ولكن سرعان ما ينكشف التلفيق بنسيان عدم إخفاء خاصية ظهور مكان الإرسال، وقد تكرر هذا الخطأ في تغريدات كثيرة بثت من الدوحة ادعى صاحبها المزور الذي انتحل اسما وقبيلة سعودية أنه يغرد من مدينة سعودية ثم يتبين أنها صادرة من الدوحة، وهو ما يحدث أيضا في تغريدات الخلايا الإيرانية الطائفية التي تدعي أنها سعودية ثم تنكشف سريعا مع إجراء أي حوار مع المتابعين باختلاف لهجة المغرد عن اللهجة السعودية؛ إذ سرعان ما تظهر بين السطور كلمات عراقية أو سورية أو لبنانية أو يمنية! حبل الكذب قصير كما يقال! ستنكمش الدوحة ويختفي صوتها وتتضاءل هاشتاقاتها ويضعف تأثير ما تسعى إلى إثارته من فرقة واختلاف وفوضى بتدمير معرفاتها الوهمية المزورة، وسيحبط الطائفيون الصفويون من موالي إيران بفقدانهم سلاحا كانوا ينثرون سمومه وأراجيفه وكذبه وافتراءاته عبر تويتر ضد بلادنا. أما أصحاب المعرفات المليونية ممن اشتروا الوهم فستتساقط الملايين من حساباتهم كما تتساقط الأوراق اليابسة من الشجرة حين ينقطع عنها الماء وتذبل. نحن معرضون جميعا لمتابعين وهميين فلا مرحبا بهم، ومرحبا باللحظة التي تصافحنا فيها الأسماء الحقيقية . وشكرا لتويتر من القلب للتعامل مع الحقيقة وتدمير الوهم والكذب والحرب على الدسائس والتخريب والفوضى.