لسنا مُحْدَثِي نعمة، ونعرف أن الأشياء السيئة ستبقى سيئةً لا تتغير مع الزمن، ولانُبرر ما حدث من بعض التجاوزات الأخلاقية في الحفلة الغنائية وبشكل يجعلنا نتساءل أين كان يختبئ هؤلاء المرضى؟! عندما تدفع مالاً لحضور حفلة فأنت مواطن دفع مالاً ليستمتع في بلد يحكمه القانون، وفي بلد القانون كل الأماكن فيه آمنة ومُتاحة للجميع. التحرش جريمة أخلاقية وعار حقيقي وشيء لا يمكن تبريره، ولا يجوز الصمت عنه.. أن ترتضي التحول لمعتوه هذا شأنك، لكنَّ الآخرين يجب ألا يتضرروا من خيارك هذا، يجب ألا يواجهوا المتاعب فقط لأنك اخترت أن تتخلى عن آدميتك. من أعلى الهرم في الترفيه إلى أصغر موظف كانوا يعملون بجد واجتهاد ليكون كل شيء على ما يُرام في حفل الختام، فيأتي من أصبح يرى في كل جسد أمامه فُرصة ليُظهر توحشه لُيفسد المشهد. حتى المُعاق لم يسلم من بعض الغوغاء الذين كانوا يركضون خلف كل شيء وكأنهم للتو خرجوا من الأدغال! أساس الحرية عدم التعدي على الآخرين، وجهلك وإجرامك وسوء أخلاقك لسنا مُجبرين على التعايش معها أو التبرير لها، لم ننشأ في بلد آخر، فكما نخجل ونخاف يجب أن تخجل وتخاف، فالوطن ليس لك وحدك حتى تتحول لمعتوه يركض خلف كل شيء ليُفسد الحياة علينا.. يجب أن يتم ردع هؤلاء المتحرشين الذين أفسدوا على الناس فرحتهم، سيتفشى هذا المرض في كل مكان ولن يجد المُسالمون مكاناً آمناً لهم سوى منازلهم إن لم نتدارك هذا الأمر. أخيراً.. لسنا في المدينة الفاضلة، وبلا شك في كل مجتمع هناك السيئ والجيد، ويجب أن يُصبح القانون هو العصا التي تؤدب من أساء الأدب ليأمن الجميع على أنفسهم، فسُلطة الدولة هي الأقوى.