تصاعدت حدة الصراع الأمريكي الإيراني في العراق، عقب تهديدات وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، باجتثاث الذراع الأكبر لطهران مليشيا «الحشد »، بعد قصفها معسكرات المارينز في بغداد . وألقت تهديدات إسبر بظلالها على الوضع في العراق وتحركت المليشيا الموالية لإيران لفرض سيطرتها بقوة السلاح وسط استعراض قوة بين واشنطنوطهران، إذ يسعى كل طرف لبسط نفوذه من خلال التأثير في اختيار من يدير الحكم. وعلمت «عكاظ» أن الحرس الثوري أعاد تشغيل «الغرفة السوداء» التي تقود عمليات إنهاء الاحتجاجات التي تعتبرها طهران ضربة لها. وكشفت مصادر أمنية موثوقة، ارتفاع وتيرة العنف وعودة الاغتيالات عقب تشغيل هذه الغرفة بعد زيارة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني مع مجموعة من كبار ضباطه مطلع الشهر الجاري، مؤكدة أن التعليمات صدرت بتصعيد عمليات القتل والاغتيال واستهداف المعسكرات الأمريكية. وتكشف التسريبات الأمنية تورط إيران في قتل المحتجين، وهو ما تزامن مع ظهور وحدات «داعش» في ديالي وتنفيذ هجمات عدة ضد مفارز أمنية، ومع تسريبات لمليشيا الحشد بعودة الانتشار الداعشي في نينوى والرمادي لبث الذعر في نفوس العراقيين وتسهيل بقاء وكلاء إيران في السلطة. من جهته، أفصح الخبير الأمني هشام الهاشمي أمس (الثلاثاء)، عن مفاجأة العيار الثقيل، إذ أعلن وجود تواطؤ بين قيادات أمنية عراقية وجماعات مسلحة ومليشيات تقتل وتختطف المتظاهرين والناشطين، مؤكدا أن تلك القيادات تسهل مرور عجلات القتلة وتطلق سراحهم بعد اعتقالهم. وأوضح الهاشمي في بيان، أن قوات الأمن لديها القدرة على تشخيص القاتل والصدام مع من يستهدف المتظاهرين واعتقاله وفق مذكرات قضائية، لكن لا توجد إرادة. ولفت إلى أن الأحزاب تمنع القوات الأمنية من حماية المتظاهرين وإيقاف حملة الاغتيال والخطف في الوقت الذي تخشى فيه القيادات الأمنية التحرك خشية فبركة تهم العمالة والخيانة بحقها كما حصل مع قيادات عسكرية. ومع انتهاء المهلة الدستورية لاختيار رئيس جديد للحكومة غدا(الخميس)، فإن التهديد والوعيد الإيراني للثورة لم يدفع المتظاهرين إلى التراجع عن مطالبهم خصوصا الإصرار على رئيس وزراء مستقل لا يرتبط بعلاقات سياسية أو تنظيمية مع طهران.