يبدأ المتقاعدون بعد ترجلهم عن الوظائف في هدر أوقاتهم في كثير من المواضيع غير الهادفة والسلبية، وتسبب ذلك في نظرة المجتمع القاصرة إلى المتقاعد بعد ترجله عن الوظيفة. المتقاعد يقضي وقته أمام التلفاز أو الواتساب ومواقع الميديا في إهدار للوقت لعدم الاهتمام بهم من قبل الجهات المختصة واستغلال الخبرات التي اكتسبها في عمله على مدى سنوات، ومن الأجدى أن يحظى المتقاعد برعاية الدولة وأن تشجعه وتفسح له المجال للانخراط في الجمعيات المهنية ومشاركة المجتمع الحقوق والواجبات حتى يستطيع المتقاعد أن يُفكِّر في تنظيم وقته واستغلاله بما ينفَع فكره وعقيدته وصحَّته، وقت الفراغ يضرُّ بالمتقاعد أكثر من غيره؛ فهو لا يستطيع أن يعمل أو يسدَّه بأي عمل؛ لهذا يصاب بالسأم والاكتئاب؛ لذا يُصاب أكثر المتقاعدين بأمراض الشيخوخة وأمراض أخرى؛ بسبب الحياة التي يحيونها من خمول وكسل وعدم حركة ولهذا على ذوي الاختصاص من الجهات المهنية الاهتمام بهم وفتح أبواب العيش الكريم لهم والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم المخزونة الملونة بحبر الخبرة المتراكمة في دواخلهم والاهتمام برعايتهم الصحية من خلال تأمين الدواء والعلاج لهؤلاء الكوادر التي خدمتنا ردحاً من الزمن كان مشحوناً بطاقاتهم العملية، وبعد ذلك الجهد علينا مُراعاة هؤلاء والعناية بصحة أجسامهم في مثل هذه السن لأنهم أصبحوا مسنِّين يحتاجون إلى الرعاية الصحية والاجتماعية من الدولة، وطرح بعض البرامج والانشطة كون المتقاعد يعاني من فراغ وشلل في الحركة اليومية، ويأتي ذلك من خلال فتح أبواب أعمال التطوُّع في المؤسسات الحكومية والأهلية الخاصة أو من خلال المؤسسات الخيرية وغيرها بما يتناسب مع ظروفهم ولعل هذه الأعمال تنمي ملَكة الابتكار لهؤلاء المتقاعدين، وتنعشهم من جديد لخدمة الوطن في مجال برعوا فيه، وبث التفاؤل في نفوسهم وأنهم لا يزالون قادرين على العطاء. sh98khalid@