طالب عدد من المتقاعدين الجهات المعنية بتخصيص أندية داخل الأحياء يمارسون فيها كافة الأنشطة، وتكون مقرا لهم في جميع الأوقات يستفيدون من خدماتها، وشمولهم بالتأمين الطبي كتخفيف من الالتزامات المالية عليهم التي تفرضها عليهم المستشفيات الخاصة، بعد أن قدموا عصارة جهودهم للأجيال الحالية، مشيرين إلى أن تلك الأندية بمثابة حياة أخرى بعد مفارقتهم لزملاء المهنة. بداية، قال ل«عكاظ» سعيد عبدالرحمن: «تقاعدت منذ أكثر من عشر سنوات، بعد أن عملت معلما لمدة تجاوزت الخمسة وثلاثين عاما، وقبيل ترجلي عن صهوة التعليم بأشهر، سمعت عن أندية داخل الأحياء لاستثمار أوقات فراغ المتقاعدين بممارسة أنشطة ترويحية تلبي الاحتياجات النفسية، ولكن للأسف لم نر شيئا على أرض الواقع منذ تلك التصريحات». وبين المعلم مسفر إبراهيم (سيتقاعد بعد أيام قليلة) أنه يفكر في كيفية شغل وقته بعد التقاعد، خصوصا أنه عمل لأكثر من ثلاثين عاما في مجال التعليم، مشيرا إلى أن يومه مقسم بين تعليم الأجيال وبين أسرته وأعماله البسيطة، إلا أن تقاعده سيشعره بفراغ كبير لا يمكن شغله ببساطة ما لم يكن هناك مكان مناسب لقضاء وقته فيه والالتقاء بزملاء المهنة؛ لممارسة هواياتهم وأنشطتهم المختلفة. ويرى أن التأمين الطبي للمتقاعدين أمر في غاية الأهمية، خصوصا أن المتقاعدين أغلبهم قد تجاوز الستين عاما ويحتاج لرعاية طبية لمقاومة أمراض تصبح ملازمة في كثير من الأحيان لهم كالضغط والسكر وغيرهما. ويوافقه الرأي ناصر السيد (سيتقاعد نهاية العام الهجري الحالي)، مطالبا بضرورة إتاحة الفرصة للمعلمين والمعلمات المتقاعدين للاستفادة من أندية الأحياء، عن طريق تخصيص أوقات معينة لهم فيها للاستفادة منها لكسر الروتين. واعتبر إبراهيم الحربي (موظف حكومي) تخصيص أندية للمتقاعدين ردا للجميل لهؤلاء الذين بذلوا قصارى جهدهم في إيصال الرسالة السامية وتكريس القيم الاجتماعية لدى نفوس النشء، مشيرا إلى أن المتقاعد يشعر بالوحدة وهجر زملاء المهنة له في كثير من الأحيان؛ نظرا لارتباطهم بأعمالهم، فيما هو متفرغ فتجده يعيش حالة من الوحدة والوحشة في أيام العمل، خصوصا الفترة المسائية، فلا يدري أين يتجه في ظل غياب البديل، كما أن المتقاعد الذي يفضل البقاء في المنزل لن يجد من يتفرغ له من أفراد الأسرة في ظل انشغالهم بأعمالهم الخاصة ووظائفهم. وقال كل من صالح المحيميد وعبدالرحمن أبو الحسن إنه رغم ترقية عدد من المتقاعدين في السلم الوظيفي إلى مناصب الإدارة العليا، لكن هذا الارتقاء النوعي لم يواكبه تحسن موازٍ في امتيازات التقاعد، مضيفين أن الكثير منهم يترجل عن صهوة التعليم محملا بجملة من الأمراض التي تجبره على مراجعة المستشفيات، الأمر الذي يكبدهم خسائر مالية كبيرة.