هذا الكتيّب يتصل بحياة كل متقاعد غادر العمل، وهو عبارة عن ورقة عمل تتألف من مجموعة مقترحات علمية أعدّها قيد الدراسة باحث أحسبه متخصصا في «علم اجتماع الفراغ». هذا الباحث هو عبد العزيز بن علي الغريب، وكتابه حول المتقاعدين ووقت الفراغ يهدف إلى تنمية الاهتمام بحياة المتقاعدين، وهو يقول إن التقاعد هو ثاني أزمة نفسية يمر بها الإنسان بعد فترة المراهقة، ففي مرحلة التقاعد تنقطع العلاقات الاجتماعية بين المتقاعد وبيئته، فيما يفضي به الفراغ إلى الإحساس بالعزلة، نتيجة إحالته للمعاش. هنا دعني أكتب اليك الآتي «مررت بهذا الكتيب قبل حوالي بضعة عشر عاما، ومنذ عام 1998 إلى الآن، لا تتوافر مدونة نقدية تتناول الكتيب من عدمه. هذا الكتاب يناقش الشيخوخة في إطار تعريفه للتقاعد وهو يفض الاشتباك بين العديد من المصطلحات الاجتماعية ذات الصلة بموضوع التقاعد أو الإحالة إلى المعاش. يتألف كتاب التقاعد من أربعة محاور جادة أولها: زيادة ظاهرة عدد المتقاعدين في العالم. والثاني الاهتمام العالمي بالمتقاعدين، والثالث الفراغ وآثاره على المتقاعدين، فيما ينص الأخير على أهمية قضاء وقت الفراغ لدى المتقاعدين. هذا الكتيب يأخذك في رحلة مشحونة بالتغيرات النفسية التي تواكب حياة المتقاعد، فيما يحث مؤلفه أنظمة التقاعد في الدول العربية على بذل المزيد من الاهتمام بحياة المتقاعدين، والارتقاء بالخدمات التي تقدم لهم، وذلك على اعتبار أن خدمات المتقاعدين في الدول العربية تتوقف عند توفير معاش شهري. يطالب المؤلف بضرورة إيجاد مؤسسات إيوائية لمن لا عائل له، وفي الوقت نفسه فهو ينتقد الدور الإيوائية في بعض دول العالم العربي بشكلها الحالي، ويؤكد أن الكثير من المتقاعدين يفضلون التوجّه للمقاهي الشعبية على التوجه إلى هذه المراكز. يعلق المؤلف أهمية اجتماعية كبيرة على كيفية قضاء وقت الفراغ لدى المتقاعدين، وإلى جانب ذلك كله يقدم برنامجا غذائيا متكاملا للمتقاعدين، فيما يؤكد من وقت لآخر على أهمية فهم حياة المتقاعد وتقديم الغذاء المعتدل له. ومن جانب آخر، يقول المؤلف إن المتقاعدين أنفسهم يمارسون بغير قصد بعض العادات الغذائية السيئة، فهم لا يجدون وسيلة لقتل الوقت غير الجلوس إلى مائدة الطعام فيأكلون أكثر مما تحتاج إليه أجسامهم. وهو الأمر الذي يؤدي إلى إضطراب الهضم وشتي المتاعب الصحية، خاصة أن حياة المتقاعدين راكدة وغير نشطة، فلا يستطيع الجسم التخلص من جميع نفاياه التي تتخلف من هضم وتمثيل للغذاء. هذا الكتاب يقدم نبذة تاريخية عن التقاعد في السعودية وكيف تعاملت معه الدولة منذ عام 1964 إلى تاريخ تأليفه الكتاب، وفي الوقت نفسه فهو يشرح أساليب وأنواع التقاعد في السعودية، ناهيك عن وجود نوعين من التقاعد: إجباري واختياري حسب طلب الموظف نفسه. هذا الكتاب يمثل ورقة عمل اقتصادية تتصل بحياة المتقاعدين، فهو يقول إن رعاية المتقاعدين كانت في أساسها رعاية اقتصادية، حيث يحث مؤلف الكتاب على أهمية تطوير أساليب التقاعد حتّى يتلافى المتقاعد ثاني أكبر أزمة في حياته، وهو على أية حال يقترح ضرورة اتباع وتقنين أنظمة إجتماعية واقتصادية جديدة للتقاعد، إذ أن تقاعد الأفراد عند سن الستين وحرمانهم من أي فرصة عمل منتج تعتبر خسارة اقتصادية وحرمانا اجتماعيا لفئة بشرية يشعر الكثير من أفرادها أن لهم القدرة على العمل. وعلى هذا الأساس يقترح المؤلف نوعين من التقاعد، أولهما التقاعد التدريجي، وذلك بالحد من ساعات العمل تدريجيا وهذا في حد ذاته يعتبر من الناحية الاجتماعية والنفسية أحد أنواع العلاج من خلال العمل. وثانيهما التقاعد بالفارق وهو أسلوب يعني باختلاف سن التقاعد من مهنة إلى أخرى حسب ما تتطلبه ظروف المهنة من قدرات إنتاجية، فلا يتقاعد ضابط الطيران مثلا في نفس المرحلة التي يتقاعد فيها الموظف الإداري، بل يجب أن يؤخذ في الاعتبار العمر المهني والإنتاجي لكل مهنة على حدة، ونوع الإنتاج فيها، وسنوات التخصص في المهنة، والمصاعب والمهارات التي تواجه أداء المهنة . اسم الكتاب: المتقاعدون ووقت الفراغ المؤلف: عبد العزيز بن على الغريب الناشر: المجلة العربية الرياض