المتقاعدون ثروة وطنية، ويزداد بريقهم مع مرور الزمن؛ فكل عاقل من الناس يعلم علم اليقين أن التقاعد نعمة ونقمة في آن واحد؛ فهو نعمة للذي يتقاعد بعد مدة طويلة أمضاها في الخدمة وبلغ من العمر سنا يحتاج فيها إلى الخلود إلى الراحة والسكينة. وقد يكون التقاعد نقمة عندما يكون الذي يتقاعد من وظيفة معينة ومحددة لا يجيد غيرها ولا يستطيع العمل في أي مجال آخر غير مجاله وطبيعته كالعسكريين والإعلاميين من كتاب وصحافيين؛ فهذه الفئات المتقاعدة حقيقة تمتلك خبرات وأفكارا وآراء قد تفيد لو استعملت من قبل الجهات المعنية لدينا، وتمتلك طاقات وقدرات فائقة نافعة ينبغي الاهتمام بها ورعايتها في مجال الأمن الذي هو هاجس هذه الأيام وفي مجال الإعلام الذي لا يقل أهمية عن سابقه. لماذا لا نستفيد من المتقاعدين بالاعتناء بهم ورعايتهم؟ فالدول المتقدمة حضاريا تولي المتقاعدين جل اهتمامها وكامل عنايتها؛ حيث تتخذ من بعضهم مستشارين وموجهين ومرشدين لموظفيها من الشباب الذين يحملون مؤهلات علمية، ولكن بالتأكيد تنقصهم الخبرة والدراية التي يمتلكها المتقاعدون. وعندنا لو أعطينا المتقاعدين من ذوي الكفاءة الفنية والإدارية والقيادية فرصة المساهمة في البناء من خلال خبراتهم الطويلة في ميادين وظائفهم السابقة لكنا انتشلناهم من وحل الفراغ الذي يفتك بهم. لا تتركوا هؤلاء فريسة للفراغ المدمر وعرضة للأمراض والهواجس التي لا ترحم؛ فهم ثروة وطنية لا نعرف قيمتها، وعلينا الاستفادة منها اليوم قبل الغد.