هددت رسالة تسلمها الرئيس العراقي برهم صالح بشل حركة البلاد بشكل كامل حال موافقته على تكليف محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة، وأكدت الرسالة أن المتظاهرين يريدون رئيساً مستقلاً للوزراء لا مستقيلاً في إشارة إلى استقالة السوداني من حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون. وحذرت الرسالة التي بعثت للرئاسة باسم «لجنة تنظيم التظاهرات» وفقاً لمصادر «عكاظ»، من أن الأصابع الإيرانية لا تزال تعبث بالعراق، مؤكدة أن اختيار السوداني جاء من خلال تفاهمات توصل لها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني مع القوى السياسية العراقية الموالية لطهران خلال زيارته الأخيرة للعراق. واعتبرت أن تكليف السوداني برئاسة الحكومة لا يحمل أي تغيير عن الوضع السابق ولا يلبي مطالب المتظاهرين، مؤكدة أن تكليفه يعني إعادة تسليم مقاليد الحكم للقوى الموالية لإيران وتحكم طهران بالقرار السياسي. إلى ذلك، انقسمت التحالفات السياسية بشأن أنباء عن تكليف السوداني، ففي الوقت الذي تدفع فيه القوى الموالية لإيران بهذا التكليف تعارض قوى أخرى لعبة «تدوير الكراسي» لصالح إيران. وترى القوى المعارضة لترشيح السوداني، أنه يتبع سياسياً وتنظيمياً نوري المالكي رغم استقالته من حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون، معتبرين أن هذه الاستقالة مجرد احتيال على الواقع السياسي. وفي الجنوب، عبّر أهالي البصرة أيضاً أمس (السبت)، عن رفضهم لترشيح السوداني، وتظاهر العشرات من المواطنين أمام حقل مجنون النفطي، وانضمت مدينة العمارة في محافظة ميسان إلى الاحتجاجات الرافضة. وفي ذي قار، توافد المحتجون إلى ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، مع قطع لجسر الزيتون، اعتراضاً على ترشيح السوداني. وشهدت الديوانية توافد المتظاهرين إلى ساحة الساعة، وشارك عدد من شيوخ العشائر في الاحتجاجات ضد الفساد. وفي تطور لافت، قطعت مليشيا «عصائب» أهل الحق المدعومة إيرانياً عدداً من الشوارع الرئيسية في العاصمة أمس، رفضاً لعقوبات أمريكية على زعيمها قيس الخزعلي.