قتلت نيران عناصر ميليشيات إيرانية مواطنا عراقيا خلال تظاهرة جرت الجمعة أمام مقر لتنظيم بدر المدعوم من حرس الملالي في مدينة الديوانية جنوبالعراق، في الوقت الذي ثمنت فيه السلطات الامنية، الالتزام العالي للمتظاهرين السلميين باغلب محافظات البلاد، ما يكشف مخالفة موالي نظام طهران لتوجهات الحكومة المقرة بدستورية الاحتجاجات باعتبارها حقا مشروعا. نيران ميليشيات وقال مصدر طبي في الديوانية: إن متظاهرا مدنيا في العشرين من عمره، توفي في المستشفى إثر إصابته برصاص حراس مقر ميليشيا بدر الإيرانية. وتظاهر الآلاف الجمعة في مناطق عدة من العراق، وخصوصا في بغداد حيث استخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا التوجه إلى المنطقة الخضراء. ويأتي ذلك فيما يواجه السياسيون العراقيون صعوبات في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات جرت في 12 مايو وشابتها مزاعم بالتزوير. وفي البصرة، خرج الآلاف في تظاهرة سلمية أمام مبنى المحافظة المطوقة أمنيا، وهتفوا «سلمية سلمية»، خصوصا بعد سقوط ثمانية قتلى خلال احتجاجات الأسبوع الماضي في جنوب البلاد. ووعد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يسعى لولاية ثانية، بأن حكومته ستخصص تمويلا لمشروعات الكهرباء والمياه في البصرة، من حيث انطلقت موجة الاحتجاجات الاخيرة في 8 يوليو. انتشار أمني وانتشرت القوات الأمنية بشكل كثيف في العاصمة منذ صباح أمس استباقا لتظاهرات تجري في بغداد بشكل منتظم منذ 2015، ضد الفساد، وتكثفت الجمعة بعد أيام من الاحتجاجات في جنوب البلاد بشكل خاص. وثمن مركز الاعلام الامني، الالتزام العالي للمتظاهرين السلميين باغلب محافظاتالعراق، لافتا الى ان القوات بذلت جهودا كبيرة من اجل سلامة المواطنين. وقال المركز: إن عددا من مدن البلاد شهد اليوم (الجمعة) تظاهرات مطالبة بالخدمات وتوفير فرص العمل، واضاف: ان قواتنا الامنية بذلت جهودا كبيرة من اجل سلامة المواطنين، ومنع المندسين من تحويل تظاهراتهم إلى أعمال عنف أو تخريب، وكانت اغلب تظاهرات المحافظات قد مرت بسلام سوى بعض الاصابات في صفوف قواتنا الامنية ببغداد وذي قار. تظاهرات الناصرية وفي مدينة الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار بالجنوب، تظاهر المئات في ساحة الحبوبي وسط المدينة، حاملين أعلام العراق. ومنذ 2015، تخرج تظاهرات ضد الفساد كل يوم جمعة في العاصمة العراقية، ينظمها مؤيدون لتحالف «سائرون» بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والشيوعيين، والذي حل أولا في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو الماضي. وتجمهر المئات في ساحة التحرير بوسط بغداد، وسلكوا طريق جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تعد مركزا للسفارات كالأمريكية والبريطانية، والمقار الحكومية، واستخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه لمنعهم من عبور الجسر. رفض لإيران ويعكس الحراك الجماهيري المتزايد الذي تعيشه البصرة وبقية المدن والمناطق في جنوب البلاد، مطالب واضحة بضرورة توفير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وفرص عمل في شركات النفط، ليمتد أخيرا إلى العاصمة العراقية، حيث اقتصر أولا على ساحة التحرير (المكان التقليدي لتظاهر المعترضين على السلطة منذ أعوام) وعلى حيي العامل والشعلة، ثم أحياء أخرى في بغداد. ويرى مراقبون في تحليلهم لظاهرة جديدة على المشهد السياسي في العراق والمتمثلة في حرق صورة الخميني وخامنئي والاعتداء على مقار الأحزاب والقوى السياسية والميليشيات المسلحة هو مؤشر واضح على حجم الرفض الشعبي للنفوذ الإيراني في العراق عموما، والبصرة بشكل خاص. دعم المتظاهرين من جانبه، طالب خطيب الجمعة في مدينة الصدر في العاصمة بغداد بإجراءات جدية لمعالجة المشاكل التي دفعت إلى خروج المحتجين، ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، لافتا إلى أنه يؤيد التظاهرات السلمية. وفي وقت سابق، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان الإفراج عن 336 معتقلا على خلفية التظاهرات في محافظاتالعراقالجنوبية. وشدد دعاة المظاهرات على الالتزام بسلمية الاحتجاجات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع القوات الأمنية. جمعة العاصمة من ناحيتها، أكدت عمليات بغداد أن العاصمة مؤمنة بشكل كامل استعدادا للتظاهرات، بالتعاون مع قوات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب. وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد دعا في تغريدة الساسة العراقيين إلى وقف جهود تشكيل الحكومة الجديدة إلى حين الاستجابة لمطالب المتظاهرين في الجنوب. ورغم الانتشار الأمني الكثيف، ووعود الحكومة الاتحادية بتلبية مطالب المتظاهرين تصاعد زخم احتجاجات البصرة الليلة قبل الماضية واحتشد المئات في ساحة الحرية وسط المدينة مرددين الشعارات ذاتها، ومطالبين بالإفراج عن عشرات الناشطين الذين تم توقيفهم خلال التظاهرات. ساحة التحرير وكانت العديد من لجان تنسيق التظاهرات في بغداد قد دعت أمس، إلى الخروج بمظاهرة في ساحة التحرير ببغداد، لمساندة مطالب المحافظاتالجنوبية، والتي خرجت هي الأخرى لاحتجاجات حاشدة، للمطالبة بتسريع تحسين الواقع المعيشي والخدمي للمواطنين. وفي سياق متصل، أكدت الولاياتالمتحدة دعمها لحق العراقيين في التظاهر السلمي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر ناورت، في مؤتمر صحفي: ندعم حق الناس في التظاهر السلمي، بالطبع نفهم أن حالات انقطاع الكهرباء ونقص الوقود هي أمور مزعجة. وأضافت: الحكومة العراقية قالت إنها حريصة على حق المواطنين في التظاهر، وأكدت عزمها على فعل المزيد لمعالجة مشاكل المحتجين، بما في ذلك النقص بالخدمات والكهرباء والفرص الاقتصادية أيضا.