فرضت مليشيا الحوثي أمس (الإثنين)، حالة طوارئ في صنعاء غير معلنة، ونفذت حملة اعتقالات ومداهمات لعدد من المنازل والمحلات والمساجد. وقالت مصادر موثوقة في صنعاء ل«عكاظ»: إن المليشيا اعتقلت عددا من مالكي السيارات في شوارع «تعز وحدة والزبيري»، الذين وضعوا صورا للرئيس السابق علي صالح في ذكرى وفاته، كما داهمت منازل عدد من نشطاء حزب المؤتمر الشعبي والمساجد واعتقلت إمام مسجد الشوكاني شرف الفتى وشقيقه، في شارع الدائري، ونقلته إلى جهة مجهولة. وأضافت المصادر أن مسلحي المليشيا عبثوا بسكن الإمام الملحق بالمسجد، وكشفت أن المليشيا نشرت عددا من «لجان التحريات» من الرجال والنساء داخل جامعة صنعاء الجديدة والقديمة وكلية الطب ولاحقت عددا من الطلاب. ولفتت المصادر إلى أن المليشيا أصدرت توجيهات إلى مشرفيها وقياداتها بمنع أي تحركات أو تجمعات أو حتى إخراج جثث قتلاها وتشييعهم لمدة أقصاها أسبوع تخوفاً من اندلاع انتفاضة ضدها. وأكدت أن عددا من أسر قتلى المليشيا تواصل محاولاتها لاستلام جثامين أبنائها، وتتجمع أمام مستشفى الكويت منذ يومين، لكن قيادات الحوثي ترفض وتؤكد لها أنها منشغلة بالأوضاع الأمنية. واعترفت المليشيا أمس الأول (الأحد) باختطاف عدد من المدنيين وموظفي المؤسسات الحكومية الموالين لحزب المؤتمر، متهمة إياهم بتشكيل خلايا مناهضة للحوثي. وزعمت أن الموظفين والمدنيين المعتقلين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة عبارة عن خليتين تسعيان لإثارة الفوضى والشغب واختراق الجبهة الداخلية لها، كما يعملون لصالح الشرعية. ويرى مراقبون يمنيون أن إعلان المليشيا واعترافها بالاختطافات قبل ساعات من دخول موعد الذكرى الثانية لمقتل الرئيس السابق علي صالح رسالة تهديد لقيادات وكوادر حزب المؤتمر في صنعاء من القيام بأي انتفاضة أو مظاهرات تطالب بتسليم جثمانه والسماح بتشييعه بشكل رسمي، مؤكدة أن جميع قيادات المؤتمر في العاصمة تعيش تحت الإقامة الجبرية ولم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها. من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية يمنية ل«عكاظ» مقتل القيادي الحوثي رشيد الصقري، المكنى «أبو رافع»، في معارك اليومين الماضيين بمنطقة القضاة بمحافظة الضالع، ولا تزال جثته في الوديان منذ يومين. وأفادت المصادر بأن «أبو رافع» من قيادات الدرجة الثانية، ويعد المسؤول الأمني عن مديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار، وكلف بقيادة الجبهة في منطقة القضاة، لكنه قتل عقب وصوله بساعات لتنفيذ المهمة.