كشفت مصادر مطلعة في بيروت ل«عكاظ» أمس (الإثنين) أن أي معطى جديد لم يرشح عن حركة الاتصالات من قصر بعبدا يشير إلى إمكان الدعوة لاستشارات نيابية ملزمة بغياب التوافق التام على شخصية المرشح لترؤس الحكومة المرتقبة. وقالت المصادر إن إصرار الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) على تسمية سعد الحريري رغم رفضه القاطع لذلك، فإن الأمور تبدو أنها متجهة إلى تعويم وتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال (بهويتها السياسية) لتجنب الانهيارات التي تهدد لبنان، إلى حين الاتفاق الكامل على رئيس وشكل الحكومة الجديدة، خاصة وأن الثنائي الشيعي يتعامل بحذر شديد مع لائحة الأسماء المطروحة. وحول حظوظ سمير الخطيب لترؤس الحكومة بعد لقائه مع موفدي حزب الله وحركة أمل، قال عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب قاسم هاشم ، إن الخطيب ليس الوحيد في السباق لرئاسة الحكومة ولكنه الاسم المتقدم حالياً، لافتا إلى أن هناك إصرارا على أن يكون موعد بدء الاستشارات النيابية الملزمة خلال هذا الأسبوع. ودعا الجميع إلى تحمل المسؤولية والمشاركة في الحكومة التي عليها مهمات صعبة في المرحلة القادمة. فيما اعتبر نائب حزب الله حسين الحاج حسن، أنّ الاتصالات لا تزال جارية بين القوى السياسيّة للوصول إلى تفاهم سياسي يؤدّي إلى الاستشارات النيابية ومن ثمّ تأليف الحكومة، لكن هذه الاتصالات لم تصل بعد إلى نتيجة نهائيّة حاسمة تؤدّي إلى بدء عمليّة التكليف والتأليف. ولفت إلى أنّ العوائق حتّى الآن هي عدم الاتفاق. من جهته، اعتبر عضو اللقاء الديموقراطي النائب هادي أبو الحسن، أن الرسالة وصلت بكل صراحة ووضوح، فإما حكومة بشروطهم وإلا التعطيل والتهديد والتشفي غير آبهين بمطالب اللبنانيين ولا بالثورة الشعبية، وحذر من أن الانهيار أصبح واقعا والجميع أمام مأزق كبير، أما الخاسر الأكبر فهو لبنان وشعبه، إذ لم يبق لنا سوى الصبر وتعزيز الصمود، هذا قدرنا وهذا قرارنا. بالمقابل، بدأ المحتجون في لبنان بقطع طرق، بعد دعوة منظمي الحراك الشعبي في ساحة النور بمدينة طرابلس إلى إضراب عام أمس «بغية التصعيد». وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إن محتجين يقطعون الطريق بشكل كامل عند مستديرة العبدة، ما تسبب في شل حركة السير من عكار إلى المنية وطرابلس شمال لبنان. وتشهد طرابلس وعكار حركة قطع لعدد من الطرقات وإقفال مرافق حيوية، تلبية لدعوة العصيان المدني التي وجهتها مجموعة من الحراك في الشمال.