على وقع الدعوة لإضراب عام في «أربعينية» الحراك اللبناني أمس (الإثنين)، تراوح الأزمة السياسية مكانها وسط شباك بين القوى الرئيسية على وقع انهيار اقتصادي ومالي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي ودعوته للإسراع بتشكيل حكومة تحظى بالثقة. وأظهرت صور جسر الرينغ الذي تعرض المتظاهرون فيه ليلا لهجوم من مناصرين لحزب الله وحركة أمل، وكأنه ساحة حرب مع حجارة متناثرة في كل مكان. كما أظهرت تقارير إعلامية عشرات السيارات والمحلات التجارية التي تعرضت للتكسير والتخريب من قبل المهاجمين الذين كالوا الشتائم والإهانات للمتظاهرين والمتظاهرات، في حين ردّ المتظاهرون بإلقاء النشيد الوطني والهتاف «ثورة، ثورة» و«ثوار أحرار، منكمل (نتابع) المشوار». وقطع متظاهرون طرقاً عدة أمس خصوصاً في منطقتي البقاع وفي طرابلس وعكار، وفي بيروت ومناطق شرقها، قبل أن يعيد الجيش فتح عدد منها، ويوقف عدداً من المحتجين. وشهدت الدعوات للإضراب العام استجابة في بعض المدن وعلى رأسها صيدا وطرابلس، فيما فتحت بعض المصارف والمدارس أبوابها في بيروت، وكثّف الجيش من وجوده لاسيما على جسر فؤاد شهاب وجسر الرينغ الحيوي. وكان الحراك دعا أمس إلى الإضراب وقال في بيان: «إن القوى السياسية المهيمنة تفعل المستحيل لإعادتنا إلى انقسامات، كانت هذه الثورة قد دفنتها في الساحات. وأضاف: نواجه محاولات قوى السلطة البائسة بمزيد من التضامن والإصرار والتمسك بأهداف ثورتنا السلمية! وناشد الشعب اللبناني التحرك في بيروت وبقية المناطق، والإضراب العام حتى تحقيق الهدف المرحلي وهو البدء بالاستشارات النيابية لتشكيل حكومة مستقلة بصلاحيات استثنائية تنقذ لبنان من الأزمة. وطالب القوى الأمنية بالتعامل بصرامة مع «الشبيحة والمعتدين»، في إشارة إلى أنصار حزب الله وحركة أمل.