لم يدرك الشاعر نزار قباني حين كتب قصيدته «عقدة المطر»، التي قال فيها: «أخاف أن تمطر الدنيا، ولستِ معي.. فمنذ رحت.. وعندي عقدة المطر.. كان الشتاء يغطيني بمعطفه.. فلا أفكر في برد ولا ضجر»، ستكون لسان حال سكان حي الحرازات (جنوب شرق جدة) باقتراب دخول الشتاء وموسم الأمطار، التي تحمل معها للسكان كثيراً من الأضرار، فتتوقف الحياة لأيام وتشل الحركة، بانتشار المستنقعات التي تغمر أجزاء واسعة من الشوارع، وتصدر للسكان الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. وطالب الأهالي الجهات المختصة، وفي مقدمتها الأمانة وشركة المياه الوطنية والدفاع المدني الاستعداد لموسم الأمطار، واتخاذ التدابير واحتياطات السلامة مبكراً، حتى لا تتكرر المعاناة الشتوية سنوياً. وذكر فهد السلمي أن معاناة سكان الحرازات مع الأمطار تتفاقم سنوياً، دون أن تتحرك الجهات المختصة لعلاجها، مشيراً إلى أن السيول تتدفق في الطرق، وتحدث بها كثيراً من الأضرار، وتشل الحركة في الشوارع، راجياً أن تتحرك الجهات المختصة وفي مقدمتها الأمانة لاتخاذ تدابير الوقاية. وأفاد مسفر الزهراني بأن فوبيا الغرق أصابت كثيراً من سكان الحرازات، نتيجة تداعيات الأمطار التي عانوا منها في السنوات السابقة، لافتاً إلى أن معاناة الحي لم تقتصر على السيول، بل يعاني من التلوث بتكدس النفايات، التي أضحت مرتعاً للكلاب الضالة ومصدراً للروائح الكريهة والأوبئة. وطالب سفر بن فاضل بسفلتة الطرق وإعادة صيانتها قبل هطول الأمطار، مشيراً إلى أن الحرازات تعاني طوال العام من المستنقعات في الطرق، وتتفاقم المشكلة وتخرج عن نطاق السيطرة شتاءً مع الأمطار. وشدد على أهمية أن تتحرك الأمانة مبكراً، وتتخذ التدابير اللازمة لوقاية السكان من تداعيات الأمطار، التي تنشر المستنقعات في الطرق، فضلاً عن التلوث، لافتاً إلى أن السكان اعتادوا ألا تتحرك الجهات المختصة إلا بعد وقوع الكارثة.