أثار الشيخ محمد متولي الشعراوي جدلا كبيرا، حين سجد مرتين شكرا لله؛ الأولى بعد هزيمة مصر عام 1967، والثانية بمناسبة انتصارها عام 1973، غير أن مقولة اللغوي العراقي ابن الخشّاب قبل ألف عام: «إذا عُرف السبب بطل العجب» كانت بمثابة منقذ للشعراوي حين وجد نفسه في مرمى النقد اللاذع. وآثر الشعراوي المولود عام 1911 بقرية دقادوس بمحافظة الدقهلية والمتوفى في 1998، أن يبرر فعلته علنا أمام الجمهور، إذ ظهر في برنامج «من الألف إلى الياء» الذي كان يقدمه في الثمانينات الإعلامي «طارق حبيب» على القناة الأولى المصرية، وقال: «يوم نصر 6 أكتوبر كنت في مكةالمكرمة، أما وقت نكسة 67 فكنت في الجزائر، وقد استقبلت الحدثين استقبالا واحدا بسجدتين شكرا لله، ورغم فارق دوافعهما، إلا أن الأولى انتُقدت بشدة ممن حضرها وأولهم ولدي.. كيف تسجد لله وهذا علامة الشكر من نكسة أصابتنا؟، فقلت له «يا بني لن يتسع ظنك إلى ما بيني وبين ربي، لأنني فرحت أننا لم ننتصر، ونحن في أحضان الشيوعية، فلو نُصرنا وقتها لأُصبنا بفتنة في ديننا.. أما السجدة الثانية فجاءت بعد انتصارنا في الحرب استهللناها بنداء الله أكبر». وبعد ما يزيد على عقدين من وفاة الشعراوي؛ وزير الأوقاف المصري عام 1976، وأشهر مفسري القرآن، وصاحب ما يزيد على 70 مؤلفاً، استدعت الصحفية فريدة الشوباشي هذه الواقعة، إذ ظهرت في فضائية العاصمة مع الإعلامي عزمي مجاهد، وقالت: «لا يمكن أن يطعنّي أحد في إحساسي الوطني، فأنا لم أسجد لله شكرا على هزيمة يونيو 1967» في إشارة للشعراوي. ما دفع المحامي سمير صبري للمداخلة هاتفيا، مؤكدا أن ورثة الشعراوي وكلوه في رفع دعوى قضائية ضدها لإساءتها لمسيرة الشيخ الملقب بإمام الدعوة. ويطفو هذا الجدل على السطح، في وقت يطالب فيه نواب البرلمان المصري بتسريع سن قانون يجرّم إهانة الرموز الوطنية، تقدم به قبل عامين أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان النائب عمرو حمروش و59 نائبا آخرين، لمواجهة التصريحات غير المسؤولة المتداولة أخيرا عبر الفضائيات والشوسيشال ميديا، ويتضمن عقوبات بالسجن 5 سنوات وغرامة تصل إلى نصف مليون جنيه.