عدّى نص الليل الأول و(أبو غايب) ما غمض جفنه يتقلب يمنة ويسرة فوق طراحة رُفه. يتحول للجهة اليسرى فيلاصق وجهه جدار البيت الغربي. ينقلب لليمين فتقع عينه على فتيلة القازة التي تبعث قليلاً من الضوء وكثيراً من الحمم. اقترب منها ونفخها بفمه بصوت مسموع (أوف) فخمدت. وهو عائد إلى فراشه دهك رجل زوجته فتأوهت. ردّ: عليّه في قلبي ما شفتوك، وش أدراني بكراعين هول الليل طرف الملّه. ضحكت وقبضت رجليها. رفعت الكسا عن وجهها، وقالت: وشبك ما رقدت؟ أجابها: كيف أرقد وأنا كلما ذلّى بطنك قِرتك تركبني عِفرة (يسلم وإلا يلحق إخوته). ردّت: اذكر الله يا ولد الحلال. بدل ما تنشّدني افلح انشد الفقيه بكرة، كمّن يفكّنا ربي. علّق عليها: الفقيه كماك ما يسوى ملا أذنه فريقه. بعد مشراق شمس خريفية لقط معصبها وريال فرانسي وصبّح على الفقيه. أول ما دخل عليه سأله: من هو يا ملوّق براطمه اللي ما يسوى ملا أذنه فريقه؟ تلفّت للباب. بغى يشرد، فقطّبه بثوبه واستحبه، وقال: اقعد قاعود لا أخليهم يشتلونك بأذانيك ويحدحدون بك وما توقّع إلا في غار الجعيرة، ونهره، اخرج الريال. مد به ويده ترتجف. شرح له وضع زوجته، قال: إن كان ودكم باللي في بطن مرتك يعيش، فبعه!! أبيعه؟، سأل الفقيه؟ قال شوف لك رجال دوبه اعرس وما بعد جاله ذرية وقل له ولزوجته بعتكم ما في بطن مرتي. عشان تقطع التابع. عاد لزوجته ولحيه يرقل وسيقانه تتصاكع، سألته: وش فيك تتنافض كما أبو حميميق؟ قال: الفقيه علمني وش قلت فيه البارح. سألته: خلّني من تهاويلك وقل لي وش قال عن اللي في بطني. أجاب: يقول: بيعوه. فاختاروا قرابة لهم، وقالوا: ترانا بعنا لكم ما في بطن (أم غايب) قالوا ذولاك قبلنا وحملنا وشلنا. لم يمضِ أسبوع حتى ضربت الحمى الزوجة الحامل. يغيب وعيها ويحضر. في ليلة ما لها صبح. شدّت بكفها كف زوجها، وشخص بصرها. دفنوها وبعد أسبوع من الدفن لاحظ صاحب حلال يجاور مراحه المقبرة أن إحدى الشياه تتسلل من بين الغنم بعد العشاء الأخير باتجاه المقبرة.. للحديث بقية. وسلامتكم.