لم ينجح الفقيه في تحصيل أي معلومة تفيده في الابتزاز، انفعل، وقال «الله يلقيك خير يا قائد، أهلك مُطروا، أنا باغدي أصلي المغرب» حمل فرقنا بقشته، وغادر القرية وأسئلة كثيرة تدور في رأسه عن سر محاولة الفقيه المريبة استدراجه لإيقاع البريئات في الاتهام. صلى الفقيه، وانتظر انصراف المصلين، ثم خرج، طرق الباب على إحداهن بعد أن استيقن أن زوجها غائب. طلب منها فتح الباب فأجابت: يا فقيه رجالي غايب، وعيب عليك تدقدق بيبان الناس في الغداري. علّق: هويه فرقنا أحسن مني، طول اليوم وأنتي تضاحكينه، وتغنين معه. قالت: والله لوما تنقلع لاطق بالصوت وأشرهك من الله ومن خلقه. تلفت، لمح حبل الغسيل الممدود عامراً بملابس الزوج والزوجة، فالتقط منه قطعة، وأخفاها تحت المشلح. عاد لمنزله، وقلبه يغتر على جارته. فقضى الليل بطوله يفكر كيف يوقع بينها وبين زوجها. ترقب قدوم الغائب، دخل عليه. قائلاً: والله يالرفيق النسوان ما لهن أمان. ردّ عليه: قل خير يا فقيه. وش معك من فله. سأله: ما أحد يسمعنا؟ قال: «ما في البيت إلا أنا. المرة سرحت تستقي. سرد عليه قصيدة جارالله «يقول جارالله إن الله لا فرّقنا. يوقف على كل سدة ما يردونه. وتجيك بنت الحلال تقول وش عندك. معك شراشيف وإلا ثوب حبّك سباني» ثم أخرج ثوب الزوجة من مشلحه وقال: «هذا الثوب كنه لزوجتك. لقيته في بقشة فرّقنا. والله ما أدري سرقه وإلا هي أعطته». أحمرت وجنات الزوج، واتسعت أحداقه، وفتل شاربه، ثم قام إلى الزافر وتناول سلة الجنبية. هرب الفقيه من المساريب مترفعاً سراويله المزركشة. متحسساً ضرب الجنبية تقبع في قفاته. فيما كانت الزوجة عائدة بقربتها من الوادي. وفي نفسها تقول: «وش معا فقيه الغزلة نافر». علّقت القربة في الوتد، وما إن استردت أنفاسها حتى فتح الزوج الغيور محضر استجواب والجنبية إلى جواره. ثم طلب منها تأخذ ملابسها وتلتحق بأهلها. حاولت تدافع عن نفسها ما أمكنها إلا أنه لم يستمع إليها لأنه يتمزر عليها من خيالها. يروي الكبار أن حفيدات الفقيه التحقن بجامعات عالمية، وكان من الأساتذة المشرفين عليهن مهاجر يمني. علمي وسلامتكم.