كشف مراقبون من أن القوات التركية والمرتزقة الموالين لها بدأوا في ارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد الأكراد من خلال العدوان على منطقة شرقي الفرات، وهو ما سبق أن اتهم به السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام نظام أردوغان، داعيا الإدارة الأمريكية إلى فرض ما وصفه ب«عقوبات مدمرة» على تركيا. وتصاعدت المظاهرات المنددة بالغزو التركي في كل من لبنان وألمانيا وباريس وغيرها من العواصم العالمية. وفيما عبرت الحكومة الفرنسية عن قلقها لفرار أفراد عائلات الدواعش، داعية أنقرة مجددا إلى إنهاء عدوانها في سورية بأسرع ما يمكن، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة أنغيلا ميركل طلبت من الرئيس التركي رجب أردوغان خلال مكالمة هاتفية أمس، ضرورة وقف العملية العسكرية التركية. وأضافت المتحدثة في بيان «المستشارة طلبت وقفا فوريا للعملية العسكرية». ولفتت إلى أن المكالمة الهاتفية جرت بناء على طلب من أردوغان. في غضون ذلك، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أمس (الأحد)، فرار 785 شخصاً من أفراد عائلات «داعش» من مخيم عين عيسى الذي يقطنه 13 ألف نازح، بعدما استهدفه العدوان التركي، فيما أكد مسؤول بقوات سورية الديموقراطية أن قوات الأمن ليس لديها ما يكفي لحراسة المخيم عين عيسى. ويتوزع 12 ألف شخص من عائلات التنظيم على 3 مخيمات تسيطر عليها القوات الكردية، هي مخيمات عين عيسى وروج والهول. وأكد مدير سجن الحسكة المركزي للدواعش أكرم احمو انسحاب العناصر المختصة بحماية السجون وانتقالها للقتال على الجبهات، كاشفاً أنه لم يعد هناك إلا 15-20 عنصر حراسة داخل السجن رغم أنه يحوي نحو 5 آلاف سجين. وقال مسؤول مكتب الشؤون الإنسانية وشؤون المنظمات عبدالقادر موحد إن المخيم بات بلا حراسة وبلا إدارة. وذكر المسؤول في قوات سورية الديموقراطية مروان قامشلو أن حراسة المخيم التي ضعفت بالفعل بسبب إعادة نشر القوات على الخطوط الأمامية تلقت ضربة قوية أمس عندما سقطت قذائف تركية على مقربة منها، ما أدى إلى فرار بعض الحراس الباقين. من جهته، أكد رئيس النظام التركي رجب أردوغان أمس أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عدوانها ضد الأكراد. وقال إن من يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيراً. وأضاف أن الجيش وحلفاءه سيتوغلون مسافة تراوح بين 30 و35 كيلومترا في أراضي سورية، معلنا أنهم سيطروا بالفعل على بلدة رأس العين. وذكر في مؤتمر صحفي أن القوات التركية حاصرت أيضا بلدة تل أبيض السورية الحدودية، مؤكدا مقتل جنديين تركيين و16 من مسلحي المعارضة السورية الذين يدعمون أنقرة. من جهة أخرى، أعلنت الأممالمتحدة أمس نزوح أكثر من 130 ألف شخص من مناطق ريفية في محيط مدينتي تل أبيض ورأس العين. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 400 ألف مدني في هذه المنطقة ربما يحتاجون للمساعدة والحماية في الفترة القادمة.