في الوقت الذي يشهد تزايد الأصوات المعارضة ضد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسياساته القمعية في الداخل وعدوانه الخارجي الغاشم في الشمال السوري، شبّه الكثير من المعارضين والمراقبين حقبة أردوغان بالعهد النازي في ألمانيا. وعلى وقع العدوان التركي على شرق الفرات، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية اليوم (الأحد)، فرار 785 شخصاً من أفراد عائلات «داعش» من مخيم عين عيسى الذي يقطنه 13 ألف نازح، بعدما استهدفه العدوان التركي، فيما أكد مسؤول بقوات سورية الديموقراطية أن قوات الأمن ليس لديها ما يكفي لحراسة المخيم عين عيسى. فيما عبرت الحكومة الفرنسية عن قلقها لفرار أفراد عائلات الدواعش، داعية أنقرة مجدداً إلى إنهاء عدوانها في سورية بأسرع ما يمكن. ويتوزع 12 ألف شخص من عائلات التنظيم على 3 مخيمات تسيطر عليها القوات الكردية، هي مخيمات عين عيسى وروج والهول. وأكد مدير سجن الحسكة المركزي للدواعش أكرم احمو انسحاب العناصر المختصة بحماية السجون وانتقالها للقتال على الجبهات، كاشفاً أنه لم يعد هناك إلا 15-20 عنصر حراسة داخل السجن رغم أنه يحوي نحو 5 آلاف سجين. وقال مسؤول مكتب الشؤون الإنسانية وشؤون المنظمات عبدالقادر موحد إن المخيم بات بلا حراسة وبلا إدارة. وذكر المسؤول في قوات سورية الديموقراطية مروان قامشلو أن حراسة المخيم التي ضعفت بالفعل بسبب إعادة نشر القوات على الخطوط الأمامية تلقت ضربة قوية أمس عندما سقطت قذائف تركية على مقربة منها ما أدى إلى فرار بعض الحراس الباقين. من جهته، أكد رئيس النظام التركي رجب أردوغان اليوم أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عدوانها ضد الأكراد. وقال إن من يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيراً. وأضاف أن الجيش وحلفاءه سيتوغلون مسافة تراوح بين 30 و35 كيلومترا في أراضي سورية، معلناً أنهم سيطروا بالفعل على بلدة رأس العين. وذكر في مؤتمر صحفي أن القوات التركية حاصرت أيضاً بلدة تل أبيض السورية الحدودية، مؤكدا مقتل جنديين تركيين و16 من مسلحي المعارضة السورية الذين يدعمون أنقرة. من جهة أخرى، أعلنت الأممالمتحدة أمس نزوح أكثر من 130 ألف شخص من مناطق ريفية في محيط مدينتي تل أبيض ورأس العين. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 400 ألف مدني في هذه المنطقة ربما يحتاجون للمساعدة والحماية في الفترة القادمة. وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام اتهم (السبت) نظام أردوغان بارتكاب جرائم «تطهير عرقي» ضد الأكراد، داعياً الإدارة الأمريكية إلى فرض العقوبات المدمرة على تركيا.