دوّر (سالم) على فيّة الظهر في ركن الحوش، تحفش الثوب وقعد، وبدأ يونّ ويزفر ويردد: السود فالك يا (سالمة) إن كان قفّيتي وخليتيني لحالي بيت خاوي وفراش سامط. أطل عليه أخوه (سليم) من فوق الحجيرة، وسلّم: ولعون، وش أمسيت ياخي. لم يردّ على سلامه وتمسيته. اقترب منه، وصاح: هيه. فزّ: وشبك اخرعتاني؟ ردّ عليه: إلا علمني وشبك انته مفهّي أسلّم عليك ولا ترد. قال: واللي خلقك ما سمعتك. زاد: هلا، عليك السلام، سأله: ما جرى عليك خلاف، ما خبرتك ياخي بهذي الحيبة تسرّحها معزى وتروّحها ضان. قال سالم: من يوم ماتت مرتي مدري فين أوزّع عمري، بين بيت ووادي وحلال وعيال، علّق سليم: النسوان في كل مكان يا الله إني أحمدك. قال: ما حزيت من لقيان حرمة لكن منين لاخوك مثل الفقيدة الله يسكن عظامها الجنة، سأله شقيقه: تبغي تتشرّط وانت ما عاد إلا تلجغ الما؟ أجاب: ما هو تشرّاط لكن (سالمة) الله يعفي عنها هيلة، وضيعتها حالية، والله اللي جمعني بك على غير ميعاد لا أطيب من ريحة قهوتها ولا نظافة بيتها. كانت حشيمة الكل يذكرها بخير. قال شقيقه: أما هيالة فطلبناك، مكعترة. كما كيس القشر بدون رقبة. وضع يده على عقاله ليوقف شماتته، فبادره: أبشر بمن يزوجك حرمة صبيحة مليحة تنسيك تعب عمرك وشقاه، سأله: منين؟ أجابه: من بلاد ما هي بعيدة تزوج رفاقة أعرفهم وجابوا نسوان سبحان من خلق، طول وشقار شعر وحمرة خدود. سأل شقيقه: من يسدني في العلم: قال: أزهله توصلك حرمتك إلى سدة بيتك، بس تطلع تسوي وكالة وناهب للرجال عشرة آلاف وما يغلق الشهر إلا وهي عندك. وصلت العروس ودام الفرح والشَرَح، وما انتهى الشهر حتى بدت النكادة. وبدأ سالم يتشكّى على أخوه ويردد: أنا ما ألام في عيالي طبزة الشوكة، وأضاف: كلّها نبّتك. وعده خيراً، وقال لا تستعجل في أحكامك، إن شاء الله تشل بالذرى وتركد. فقال: ما ظنتي والله وتشل بالذرى ممن؟ من أبو حُمَرة. صدق من قال «إن لقينا هيله ما لقينا هيله، وإن لقينا هيله ما لقينا هيله». علمي وسلامتكم.