من يسترجع بصمات قادة القطاع الخاص بتجاربهم وخبراتهم في مجالي التجارة والصناعة، فإنه يتذكر الراحل المهندس عبدالعزيز بن عبدالله الزامل، وزير الصناعة والكهرباء (1983 1995)، كشخصية مؤثرة في التغيرات الحضارية المتسارعة؛ شاهدا ومشاركا وعاملا في التطور الحضاري ورصد الملامح التنموية، صوب حياة معاصرة لمسيرة الإنسان وتنميته ورقيه. ولا يغيب عبدالعزيز الزامل (1941 2019) عندما تذكر التجارة والسياحة والصناعات الأساسية، وخطة الربط الكهربائي للمدن، والعمل المصرفي (بنك الإنماء السعودي)، وصناعة البتروكيميكال (شركة الصحراء للبتروكيماويات «سبكيم»). ومن يعود إلى تاريخ تأسيس شركة «سابك» للصناعات الأساسية فإن الزامل هو الرجل الذي حوَّل الفكرة إلى واقع؛ من فكرة وليدة إلى عملاق اقتصادي في الصناعات البترولية، وصرح سعودي لإنتاج وتصدير المنتجات البتروكيميائية؛ وأساس لإنشاء المدينتين الصناعيتين بالهيئة الملكية في الجبيل وينبع. تحدى الزامل نفسه بإصرار لإحداث فرق واضح في عالمه بقصص وتجارب ملهمة انطلقت من مقولة «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة»، فشكَّل قصة مصدرها الإلهام للأجيال في السعودية والمنطقة العربية، بتقديم رسالة واضحة تدعو للتفاؤل والتأكيد على امتلاك الموهبة والحافز والمثابرة والتنوع الثقافي والاجتماعي. أدرك الزامل الأهداف العامة لما هو مسؤول عن قيادته؛ بحثاً وتنقيباً وجمعاً، بما امتلكه من مهارات وتجارب، وخبرات ونضج انفعالي وذكاء عالٍ، وقدرة على وضع الخطط الواضحة والممكنة التطبيق المتجانسة مع الإمكانات، وتحلى بالصفات الفكرية الثاقبة والمتفقة مع المواقف، واتخاذ القرارات الصائبة لحل المشكلات بأقصر الطرق وأقل التكاليف، وفن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسبة، والالتزام بالقيم الاجتماعية والعادات والتقاليد، والقدرة على توزيع المهمات والأعمال بحكمة، والإبداع والابتكار واجتذاب التابعين، والحكمة الشجاعة والإدراك. وكشخصية قيادية، اهتم الزامل بروح الفريق الواحد للمجموعة العاملة معه؛ تفهما وتعاطفا برغم السلطة القيادية التي امتلكها، وتحاورا وتشاورا ومعرفة للأفكار النيرة وتطبيقها، وعدلا وإنصافاً للمهارات الفردية وتعظيمها، ودقة وقدرة على قراءة والتقاط الآراء الإيجابية وتفعيلها، وقدرة على رفع مستوى الوعي الفردي وتنظيمه، ما جعله قادراً على سن القرارات ومواجهة المشكلات المستعصية.