صوت التونسيون أمس (الأحد) لاختيار برلمان جديد من 217 مقعدا في ثالث انتخابات تشريعية منذ ثورة 2011، وسط أجواء سياسية متوترة. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب مسجل لاختيار نوابهم في ظل مخاوف من تداعيات نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية. ويتنافس في هذه الانتخابات نحو 15 ألف مرشّح ضمن قوائم أحزاب وائتلافات ومستقلّين متنوعّين ومن اتّجاهات سياسيّة عدّة. واقترع التونسيون في الخارج أمس الأول وسط نسبة مشاركة ضعيفة ناهزت 4.6%. وتوقع مراقبون أن يصبح المشهد السياسي في البلاد مشتّتاً، مع تركيبة برلمانيّة مؤلّفة من كُتل صغيرة، ما سيجعل من الصعب التوافق على تشكيلة الحكومة القادمة، في ضوء نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة التي أفرزت مرشحين غير متوقّعين. لم تكن حملات الانتخابات النيابيّة لافتةً، بل كانت باهتةً أحياناً، بسبب تغيير روزنامة الانتخابات بتقديم موعد الرئاسية على التشريعية جرّاء وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي، و«صدمة» نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة. ويدخل الانتخابات متنافسون جدد إلى جانب الأحزاب، على غرار المستقلّين الذين يمثّلون ثلثي القائمات المشاركة، ومن المنتظر أن يُحدِثوا مفاجأة وأن يحصلوا على عدد مهمّ من المقاعد. وأثار ظهورهم بقوّة تخوّفاً لدى بعض الأحزاب، فقد دعا رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي إلى عدم التصويت لهم، معتبراً أنّ «التصويت للمستقلّين تصويت للفوضى». وتمكّن حزب «قلب تونس» لمؤسّسه نبيل القروي من تكوين قاعدة شعبيّة مهمّة من خلال حملات التبرّع والزيارات الميدانيّة التي كان يقوم بها القروي للمناطق الداخليّة منذ ثلاث سنوات ووزّع خلالها مساعدات وسدّ فراغًا تركته السلطات في هذه المناطق المهمّشة. وأفادت استطلاعات رأي غير رسميّة بأنّ «قلب تونس» سيتمكّن من نيل المرتبة الأولى أو الثانية. وأعلن الحزب أنه لن يخوض في أيّ توافقات وتحالفات مع حزب النهضة واتّهمه «بالوقوف وراء سجن القروي» وبأنّه المستفيد من ذلك. فيما ظهر حزب «ائتلاف الكرامة» كمنافس قوي على مقاعد البرلمان بعد أن نال رئيسه المحامي سيف الدين مخلوف ترتيباً متقدّماً في الدورة الرئاسيّة الأولى وحصد 4.3% من الأصوات.