حظيت تصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» الذي تبثه قناة «سي بي إس» الأمريكية، باهتمام بالغ لدى القوى السياسية والإستراتيجية والبرلمانية المصرية، مؤكدين ل«عكاظ» أن الحوار كشف ما يدور من أحداث داخل المنطقة، ودور إيران فى إشعال الأحداث وعدم استقرار عدد من الدول العربية من خلال تدخلاتها المشبوهة، ودعمها المستمر لعدد من مليشياتها لإحداث حالة من عدم الاستقرار. كما اهتمت وسائل الإعلام المصرية «المقروءة والمرئية» خلال الساعات الماضية بتلك التصريحات، التي أذاعتها عدد من القنوات الفضائية المصرية، وعدد من المواقع الصحفية المصرية الإلكترونية. وفي هذا الصدد قال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن تصريحات ولي العهد الأخيرة للقناة الأمريكية تأتي تأكيدا لمواقف المملكة الثابتة والواضحة تجاه تطورات الأحداث في المنطقة، كما كان كاشفاً عن طبيعة الدور الذي تقوم به المملكة إزاء الأحداث التي تمر بها المنطقة، مشيراً إلى أن ولي العهد يرفض تدخلات إيران ومليشياتها في عدد من الدول العربية، كما أنه يعي جيداً خطر الحرب من جانب أمريكا على طهران. وأضاف سلامة، أن فرض المزيد من العقوبات السياسية والاقتصادية على إيران، سيحول دون وقوع مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة لأن العقوبات ستخلق مزيدًا من الضغوط على النظام في طهران، معتبراً سياسات «ملالى إيران» ربما تؤدي إلى كارثة في الشرق الأوسط، حيث تدعم العديد من الوكلاء والجماعات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن، وهو الأمر الذي ترفضه المملكة لمخاطره الأمنية على المنطقة. ومن جهته، قال اللواء مختار قنديل الخبير العسكري والإستراتيجي، إن ولي العهد الأمير الشاب محق بشأن النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة، خاصة فى العراق وسورية إلى اليمن ولبنان، موضحاً أن ولي العهد يوجه رسالة من خلال حديثه بأن تكون هناك عملية ردع عالمية ضد النظام الإيراني لعدم تكرار أفعالها الطائشة في الشرق الأوسط، ووقف طموحاتها النووية بشكل نهائي، مبيناً أن الحرب ضد إيران هي آخر ما يريده ترمب لاعتبارات عدة، من بينها اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2020، لكن هذا لا يعني أنه سيترك النظام الإيراني يعيث فساداً في المنطقة، في المقابل تعلم إيران يقيناً أنها غير قادرة على مواجهة الولاياتالمتحدة عسكرياً والفوز بالحرب، إذ يدرك النظام أن أي صراع كبير واسع النطاق سيؤدى إلى إنهيار النظام الإيرانى بالكامل. وأشار اللواء مختار إلى أن المملكة لديها القدرات الدفاعية، سواء بشرية أو تسليحية أو معدات متقدمة في الجو والبحر والبر، للدفاع عن حدودها، خاصة أنها تواجه التهديدات من قبل إيران وأذرعتها السياسية في مواجهتها للمليشيا الانقلابية في اليمن. ويرى اللواء سعد الجمال عضو مجلس النواب أن الأمير محمد بن سلمان واعٍ مثقف ويدرك جيداً خطورة القلاقل والأحداث في المنطقة، وكلماته التي ينتقيها تعد رسائل للعالم أجمع للنظر إلى ما يحيط بالمنطقة من أحداث، مشدداً على أن الرياض تعد عمقا استراتيجيا، كما أن المملكة تنفذ سياسة حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبدون شك فإن إيران تسعى إلى الزج بالدول العربية في فخ الأزمات والمشاكل والتعقيدات من أجل تمزيق وحدة الوطن العربي، وهو ما يحذر من مخاطره ولي العهد سواء في الحديث الأخير للقناة الأمريكية أو خلال تنقلاته وجولاته الخارجية، مبيناً أن تصريحاته الأخيرة تؤكد قوته في بناء موقف سياسي رصين للمملكة. وأضاف الجمال أنه بجانب النجاح في ملف السياسة الخارجية، فإن ولي العهد يقود مسيرة إصلاح داخلية بالمملكة، الهدف منها دفع حركة الاقتصاد السعودي لمجالات استثمارية عدة دون الاعتماد فقط على النفط، كما أن المملكة أصبحت دولة قوية ذات شأن ومكانة في محيطها الإقليمي وعالمها العربي والإسلامي، ومثالاً يحتذى بها في العلاقات الدولية.