تراودني نفسي منذ أن عدت من مدينة عنيزة قبل أقل من شهر لكتابة مقال يعبر عن مشاهداتي في هذه المدينة الأنيقة التي جمعت أشياء عدة من جميع مناطق المملكة وليس القصيم فحسب، ليرى الزائر هوية المملكة وقد تبلورت جمعاء في هذه المدينة، وأستطيع القول إنها اختزلت بين جنبات أسوارها وجذوع نخيلها مجموعة من القيم والجماليات الممتزجة في وعاء صُقل بالمحبة والنقاء، فقد لمست كرم الشمال ونخوة الجنوب وشهامة الوسط وتحضر وطيبة الغربية ونقاء الشرقية والكثير من الجمال والتطلعات والطموح، ووجوه طيبة انطبعت في ذاكرتي من مثقفين ومبدعين وطاقات بشرية شبابية رائعة، فلا غرابة ونحن نطأ أرض عنيزة ذات التاريخ العريق وموطن الأدب والثقافة والرحم الذي أنجب نجباء الفكر في المملكة. تحتل المدينة الغذائية في عنيزة حيزاً عملاقاً قائماً على أرض تبلغ مساحتها مليون متر مربع خصص منها 75 ألف متر مربع كساحة للمزادات اليومية بأربع بوابات رئيسية وتنقسم إلى 70 مساراً لتمرير أكثر من 10 آلاف عربة «ذكية» لنقل أكثر من 30 نوعاً من أجود التمور يستقبلها الموسم سنوياً، كل ذلك في مكان بالغ النظافة والتنظيم والرعاية ومنظومة عمل متكاملة تشمل عدة أقسام: التشريفات وهي قاعة للضيافة الفاخرة وقسم الضيافة الشعبية، ومسؤول الحراج، وقسم الدعاية، وقسم التصدير الداخلي وقسم آخر للتصدير الخارجي، وقسم التجزئة بالإضافة إلى قسم متكامل للإعلام، وصالة الفحص المخبري لاختبار جودة التمور. ويوجد في المدينة عدد من المسؤولين على رأسهم رئيس الغرفة التجارية بعنيزة الأستاذ نزار الحركان، حيث تقوم الغرفة التجارية بالشراكة مع البلدية بتشغيل موسم التمور في موسمه (الثالث) بناء على توجيه سمو أمير منطقة القصيم وبتضافر جهود القائمين على الموسم. أخيراً.. لا يسعني إلا تقديم الشكر والعرفان إلى جميع القائمين على هذا الموسم وأخص بالشكر سمو أمير المنطقة ورئيس الغرفة التجارية ورئيس اللجنة الإعلامية خالد الروقي الذي بذل الكثير من الجهود لشرح كل ما سبق ذكره في المقال والتنقل معنا إلى حيث نتواجد لتزويدنا بكامل المعلومات بكل دقة وتفصيل، كذلك أشكر اللجنة النسائية في الموسم على حسن الضيافة وأتمنى لهن النجاح الدائم الذي يوازي طموحهن الرائع. hailahabdulah20@