أكد خبراء في السياحة أن الخطة العامة للتأشيرات السياحية تعد محفزا لاستقطاب آلاف السياح إلى السعودية وفق معطيات تبسيط إجراءات سهولة الوصول إلى الوجهة السياحية، وقالوا ل«عكاظ» إن مجالات توظيف الشباب والشابات في المجال السياحي ستشهد نقلة كبيرة مع بدء تطبيق التأشيرة طبقا للمدير العام لتراخيص الأنشطة السابق في وزارة السياحة المهندس عمر المبارك الذي أوضح تفاصيل الرحلة التي مرت بها التأشيرة السياحية في المملكة حتى إقرارها أخيرا. مؤكدا انعكاس ذلك إيجابيا في الاستثمار. وقال إن التأشيرة السياحية بدأت بتجربة ناجحة على نطاق صغير (48 ساعة) لسياح السفن البحرية بتنسيق مميز بين هيئة السياحة والخارجية والجوازات واستمرت لسنوات عدة وتمكن آلاف من السياح من زياره المواقع الأثرية ثم توقفت التجربة. المعاملة بالمثل وأضاف المبارك أنه تم عقب ذلك تشكيل فريق عمل بإشراف السياحة ضم مندوبين من وزارتي الخارجية والداخلية وعدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وكان ذلك قبل نحو 8 سنوات، جرى خلالها إعداد مسودة لائحة للتأشيرات التي راعت قوانين وتشريعات وأنظمة المملكة، كما راعت المعاملة بالمثل مع الدول في جوانب التعريفة. وزاد خبير السياحة عمر المبارك أنه روعي اختيار الدول ذات الدخل الاقتصادي المرتفع والأثر الإيجابي للسياحة الوافدة والمتوقع من مواطنيها عدم التخلف كما تضمنت اللائحة استفادة منظم الرحلات السعودي وفريق العمل المنفذ للبرامج السياحية وموردي الخدمات ومشغلي مرافق السياحة من التأشيرات والعمل على توظيف أفراد المجتمع المحلي بالمناطق، «سيكون انعكاس ذلك إيجابيا على الاستثمار على كافة الأطراف في المسار السياحي خصوصا مشغلي الأنشطة السياحية وشركات النقل والمطاعم والإرشاد السياحي لأن زيادة أعداد السياح ستتبعه الحاجة لزياده المشاريع والمرافق السياحية والمعاهد والكليات التدريبية، بما يعني زيادة فرص العمل وديمومة ونمو الانتماء لصناعة السياحة وارتباطها بالأصالة بالمنطقة». تأهيل المنظمين وأوصى الخبير السياحي المبارك بوضع ضوابط وتصنيف وتأهيل منظمي رحلات البرامج السياحية المحليين والمدربين وأن تتم مراقبة أداء المنظمين المحليين وغير المحليين وتقييمهم باستمرار إلى جانب ضمان جوده الخدمات (الأمن والسلامة والصحة والنظافة العامة) في كافة مراحل مسار السائح سواء في وسيلة النقل والاستقبال والضيافة والنقل والطعام والحقوق وضمان الشفافية ووضوح التشريعات والمنافسة العادلة وتأهيل الأفراد العاملين بالسياحة والجهات ذات العلاقة والاستفادة من التقنية الحديثة وتطويرها لضمان حدوث أي خلل أو ملاحظات سلبية والعمل بمبدأ وجود خطط وإجراءات عمل وقائية بديلة معتمدة من مصدر قانوني موثوق وبتشكيل إدارة علمية مستقلة تماما عن الجهات والمستثمر لقياس وتقييم رضا السياح. وشدد المبارك على ضرورة تفويض اتخاذ القرار لمسؤولين مدربين بالميدان ضمن إجراءات متفق عليها مسبقا لأن زياده عدد السياح نتيجة لتطور الخدمات واستغلال طبيعة كل منطقة والتسويق الاحترافي للوجهات السياحية بالمملكة سيساهم في زيادة عدد الرحلات والبرامج السياحية والمنظمين المحليين. احترافية التعامل من جانبه، يرى خبير السياحة المحلية عماد مصطفى سليمان المدير التنفيذي لإحدى شركات السياحة، أن فتح التأشيرة السياحية يفسح المجال لقدوم عدد كبير من السياح ما ينعكس إيجابيا في إيجاد وظائف للشباب والشابات في مجالات عدة منها الإرشاد السياحي، التسويق، الفنادق، شركات السياحة، مبيعات تذاكر الطيران، المتاحف العامة والخاصة، المطاعم، النقل، إضافة إلى حركة الاستقبال في المطارات عبر أفراد متمرسين يملكون الاحترافية في التعامل مع السائح. أما المرشد السياحي أحمد الجعيد فقال إن فتح التأشيرات السياحية واستقبال الوفود من الدول المصرح لها يدعم السياحة ويسهم في توفير فرص وظيفية للشباب والشابات ويعد ذلك إحدى دعائم الاقتصاد الوطني ومصدر دخل للميزانية وزيارة المجموعات السياحية لمناطق السعودية والتعرف على التنوع الثقافي والاجتماعي يساهم في تعريف العالم بحضارتنا ومواقع تراثنا وينشر تاريخ البلاد من خلال جولاتهم مع المرشدين السياحيين.