وضعت المملكة المجتمع الدولي بشفافية ووضوح وصراحة أمام الأعمال العدائية الإرهابية الإيرانية ضدها وضد العالم، وفضحت طبيعة النظام الإيراني للعالم أجمع، باعتباره نظاما مارقا وإرهابيا؛ لا يهدد المملكة فحسب، بل يعتبر تهديدا للأمن والسلم الدوليين، ويمس أمن الطاقة والاقتصاد العالمي، باستهدافه للمنشآت النفطية في المملكة؛ هذا العمل الإرهابي العدواني الذي يعد اختباراً حقيقياً لإرادة المجتمع الدولي؛ والمطالبة بلجم النظام الإرهابي الإيراني واجتثاثه من جذوره والتصدي بقوة لعدوانيته. وأرسلت المملكة رسالة مباشرة للعالم بأن يتحمل مسؤولياته، للوقوف موقفاً موحداً وصلباً، لإنهاء السلوك الإرهابي والعدواني للنظام الإيراني الذي أصبح يهدد العالم بأكمله، ولا يمكن القبول بأنصاف الحلول؛ كما ذكر وزير الخارجية إبراهيم العساف، محذرا من أن المنطقة والأمن والسلم الدوليين، واستقرار الاقتصاد العالمي، وأمن الطاقة ستحول لمصير مجهول. كما أرسلت المملكة من خلال خطابها الذي تلاه وزير الخارجية إبراهيم العساف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رسالة تحذير صريحة للنظام الإيراني البربري مفادها: أن استمراره في التهديد والمساس بعصب اقتصاد العالم مرفوض ومستنكر ومدان ويجب أن لا يمر مرور الكرام، وهو بمثابة إعلان الحرب على المملكة التي عملت منذ تأسسيها وحتى اليوم على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتعزيز السلم العالمي والحرص على استمرار الإمدادات النفطية للعالم بأمن وسهولة. وعندما كرست المملكة جل خطابها أمام صناع القرار في العالم عن عدوانية النظام الإيراني فهي وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤوليته لوقف العدوان والتصدي للعربدة الإيرانية بعد العمل التخريبي الذي استهدف منشآت النفط في الرابع عشر من سبتمبر؛ باعتباره عملا إرهابيا انتهك مبادئ وميثاق هذه المنظمة ويهدد أمن واستقرار ورخاء منطقتنا والعالم. إن مصداقية المنظمة الأممية والعالم أصبحت على المحك.. وعقارب الساعة لن تعود للوراء وأمام النظام الإيراني إما أن تصبح إيران دولة طبيعية تحترم القوانين والأعراف الدولية، وإما أن تواجه موقفاً دولياً موحداً يستخدم كافة أدوات الضغط، والردع حتى يعود النظام القمعي الإيراني إلى رشده. إن العمل الإرهابي الإيراني ضد المملكة والذي استخدمت فيه 25 صاروخاً مجنحاً، وطائرات بدون طيار، متسببة في انخفاض إنتاج النفط بنسبة تقارب 50% تعادل (5,7) مليون برميل تقريباً، لايمكن القبول به بأي حال من الأحوال؛ لأنه يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، واعتداء على الأمن والسلم الدوليين وتهديداً كبيراً لإمدادات النفط للأسواق العالمية. وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لمنع النظام الإيراني لتحقيق أجندته التدميرية في المنطقة والعالم، باعتبار أن هذا النظام التدميري العبثي لا يعرف سوى التدمير والقتل ونشر الفكر الطائفي ليس في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع. وعندما لفت الوزير العساف إلى ما أدت إليه سياسات الاسترضاء من قتل ودمار في القرن الماضي في العالم أجمع، ونتائج هذه السياسات عبر الاتفاقات الجزئية مع النظام الإيراني من استمرار وزيادة أنشطته العدوانية والإرهابية، فإنه وضع النقاط على الحروف بأن هذا النظام الطاغوتي يعمل من أجل بقائه وليس من أجل شعبه، ولا يمكن تركه بدون أن يُواجَه إلا بموقف موحّد وحازم، حتى ينهي سلوكه الإرهابي. لقد اختتم العساف كلمة المملكة قائلا: إن بلادي، أرض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، لم تكن يوماً من دعاة الحرب، لكنها لن تتوانى عن الدفاع عن مقدساتها وسيادتها. نعم.. نحن دولة سلام وأمن واستقرار.. ولكن لكن نسمح المساس بشبر من أراضينا.. والعمل الإرهابي الإيراني الذي استهدف المنشآت النفطية.. سيواجه بالرد.. في الزمان والمكان المناسب وهو حق كفلته المواثيق والمعاهدات الدولية.. والبادئ أظلم.