كشف مراقبون عراقيون أن تحالف «سائرون» الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يخطط للإطاحة بحكومة عادل عبدالمهدي. ولفتوا في هذا السياق إلى تغريدات الصدر أمس الأول، التي تبرأ فيها من الحكومة ما لم تتخذ إجراءات صارمة ضد مليشيا «الحشد الشعبي» بعد إعلانها تشكيل قوة جوية. لم تستبعد مصادر عراقية تعرض المشهد السياسي إلى هزة كبيرة خلال الأيام القادمة، ما سيؤدي إلى إعادة خلط الأوراق من جديد. ورأت المصادر أن تحركات الصدري تمهد لإحداث هزة سياسية ضخمة في كل الاتجاهات. فيما يجري رئيس الوزراء مشاورات لدمج الحشد الشعبي مع الجيش والشرطة، وهو ما حذر منه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في بيان له أمس. واعتبر النائب عن تيار الحكمة جاسم البخاتي أمس أن الأمور وصلت إلى مرحلة عدم الانسجام والتأييد للحكومة، داعياً الحكومة إلى إعادة النظر بكل ما قدمته «وإلا فإن الأمور ستذهب إلى المجهول». وأفصح النائب عن تحالف «سائرون» جواد الموسوي أمس (السبت) أن إقالة عبدالمهدي قريبة جداً بسبب فشل حكومته بحفظ سيادة العراق وإبعاده عن الصراعات الإقليمية بين أمريكا وإيران. واعتبر في حديث مع موقع محلي عراقي أن الإنجاز الوحيد لرئيس الوزراء خلال السنة التي مرت هو افتتاح «المنطقة الخضراء»، إلى جانب بعض الزيارات الخارجية غير المؤثرة. ولفت إلى أن «مهلة السنة التي أعطيت له ستنتهي خلال أيام قليلة وهو لم يقدم أي إنجاز يذكر، وكل المؤشرات تشير إلى فشل وضعف في إدارة الدولة». وأضاف أن «رئيس الوزراء عبدالمهدي قد أتى للبرلمان بعد تشكيل الحكومة، وأعلن 50 ملفاً للفساد، ولكنه لم يفعل أي شيء حقيقي لها، وجميع ما قاله وقدمه لنا سابقاً هو حبر على ورق لا أكثر». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد نشر تغريدة عبر حسابه في تويتر مساء الخميس، قال فيها إن ما يحدث في العراق يعتبر إعلاناً بنهاية الحكومة والتحول إلى دولة الشغب، وفق تعبيره. من جهة أخرى، وعلى رغم مرور عامين على تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى من تنظيم داعش، الذي نشر القتل والرعب، لا تزال أحياؤها التي تحولت بمعظمها إلى ركام تتقيأ الجثث. فبعد أن حررت المدينة في يوليو 2017 لا يزال العديد من الأهالي والعائلات يبحثون عن مفقودين، بعضهم تحلل وأضحى بقايا تحت ركام المدينة المنكوبة التي لم يعد معظم سكانها حتى اللحظة. وأعلنت مديرية الدفاع المدني العراقي أمس الأول انتشال رفات 23 شخصاً تحت الأنقاض في مدينة الموصل. وفي حين أفادت وسائل إعلام محلية بأن «الرفات التي عُثر عليها تخص عناصر من داعش»، أكدت تقارير أخرى أنها لمدنيين قضوا تحت أنقاض مباني الموصل جراء القصف أثناء معارك تحرير المدينة.