حذر خبير العلاقات الدولية بمركز دراسات الأهرام الدكتور سعيد اللاوندي من أن حزب النهضة «الإخواني» في تونس يسعى إلى «أخونة» البلاد والسيطرة على مفاصل الدولة من خلال الانتخابات الرئاسية منتصف الشهر الجاري. واعتبر أن هذه المحاولة ليست سوى تكرار لتجارب إخوانية سابقة فاشلة في الحكم، وهو ما يضعف من فرص «النهضة» في الوصول للحكم. ولفت اللاوندي ل«عكاظ» إلى أن إعلان حزب النهضة ترشيح عبدالفتاح مورو (71 عاماً) لخوض السباق الرئاسي، الذي كان رئيساً للبرلمان التونسي بالنيابة، منذ أن أصبح سلفه محمد الناصر رئيسا مؤقتا للبلاد بعد وفاة الرئيس قايد السبسي، تعد سابقة أولى لتيار الإسلام السياسي في تونس ومحاولة لإعادة سيناريو حكم الإخوان «الفاشل» في مصر عام 2013، الذين تم إسقاط حكمهم بثورة شعبية في 30 يونيو من العام نفسه، موضحاً أن مورو يعد الرجل الثاني بعد راشد الغنوشي في حركة النهضة التي تأسست عام 1981. وشدد على أن حركة النهضة جزء أساسي من أزمات تونس على مختلف المستويات، وتزج بالدولة في صراعات سياسية، وترتبط بقوة بالمحور القطري التركي الإخواني، وبالتالي وجودها مع حلفائها بالحكم سيعجل بحدوث انفجارات سياسية واجتماعية كبيرة داخل البلاد. واعتبر اللاوندي أن وجود «سبسي جديد» بعد الرئيس الراحل سينهي التنظيم الإخوانى داخل البلاد، وسيفضح أمر هؤلاء بين الرأي العام داخل وخارج البلاد ومخططاتهم، لافتا إلى أن هناك جزءا كبيرا قام به الرئيس الراحل، معتبراً أن «الإخوان» في تونس يرون في الفراغ السياسي الحادث حالياً في منصب رئيس الجمهورية فرصة ذهبية لإعادتهم لمقدمة المشهد السياسي، ليس في تونس فقط، ولكن في العالم العربي، ولهذا فهم حريصون على الفوز بهذه الانتخابات، لكن الشعب التونسي لن يقبل إلا بإجراءات ديموقراطية واضحة لا تقبل التشكيك.