قال مرشح حزب حركة نداء تونس في الانتخابات الرئاسية الباجي قايد السبسي أمس إنه لن يعمل على تصدير النموذج التونسي في الخارج ولن يتدخل في شؤون دول المنطقة إذا ما فاز بالرئاسة. وأعلن السبسي لدى تقديمه برنامجه الرئاسي قبل خوض الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 21 من الشهر الجاري أن تونس لن تتدخل في شؤون الدول الأخرى ولن تعمل على تصدير النموذج التونسي. وقال السبسي «نحترم استقلالية الدول الأخرى. لن نتدخل في شؤونها، وسنعمل على الترويج للنموذج التونسي داخل تونس». ويرتكز البرنامج الرئاسي لفريق حملة الباجي قايد السبسي في جانب مهم على إصلاح الدبلوماسية التونسية وعلاقاتها الخارجية وتنشيط الدبلوماسية الاقتصادية لجلب الاستثمارات الخارجية والبحث عن أسواق جديدة. كما يتضمن برنامج السياسة الخارجية تعزيز العلاقات الاقتصادية داخل الفضاء المغاربي والإفريقي والمتوسطي، والانفتاح أكثر على روسيا والصين، ومع الولاياتالمتحدة ودول أمريكا اللاتينية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. ويتهم حزب حركة نداء تونس الفائز بالأغلبية في البرلمان ويستعد لتشكيل الحكومة المقبلة، الائتلاف الحكومي المستقيل بقيادة حركة النهضة الإسلامية والرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي بالزج بتونس في سياسة المحاور الإقليمية ودعم فصيل على حساب آخر ما أضر بالدبلوماسية التونسية وبعلاقاتها مع عدة دول صديقة وشقيقة. كانت تونس قطعت علاقاتها بالفعل مع سوريا دعماً للانتفاضة ضد نظام بشار الأسد في ظل حكم الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي، كما شهدت علاقاتها توتراً مع القاهرة بعد عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي ومطالبة المرزوقي للسلطات المصرية بالإفراج عن قادة الإخوان من على منبر الأممالمتحدة. وقال مدير حملة السبسي محسن مرزوق «تونس لا يجب أن تتصرف كقوة عظمى ولا أن تنخرط في سياسة المحاور، يجب أن تكون لها قراءة دقيقة لموازين القوى وأن تكون لها سياسة واقعية وبراجماتية». وأضاف مرزوق «تونس يجب أن تستعيد صورة البلد الصاعد والمتميز في محيطه التي برزت عقب الاستقلال في خمسينيات وستينيات القرن الماضي في مجالات التعليم وتحرير المرأة. اليوم يجب تعزيز هذه الصورة بالانضمام إلى نادي الديمقراطية». وتعهد مرشح حركة نداء تونس بإحداث آليات للكشف عن الاغتيالات السياسية التي طالت السياسي الراحل شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي. وقال السبسي «الاغتيالات السياسية إهانة للتونسيين، سنعمل على الوصول إلى الحقائق». وحول وضعه الصحي وسنه المتقدم أوضح السبسي (88 عاما) أنه قادر على قيادة البلاد، وأنه يتمتع بحظوظ وافرة للفوز ضد منافسه الأصغر سناً، الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي. وقال السبسي «الأكبر سناً ليسوا أكثر سرعة لكنهم يعرفون مسالك الفوز».