كشفت الخلافات العميقة بين نظام أردوغان و«تنظيم الحمدين» هشاشة العلاقة بين الدوحةوقطر، خصوصا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تواجه أنقرة وانهيار سعر الليرة. وتعالت الأصوات متسائلة عن حقيقة الدعم القطري للاقتصاد التركي، الذي وصفته ب«الوهمي». وحذرت صحف تركية مما أسمته «خدعة الدوحة»، بعد أن أعلنت دعمها للاقتصاد التركي المتراجع بأكثر من 15 مليار دولار، وهو ما لم تلتزم به حتى الآن، فضلا عن فضيحة الأرقام المتضاربة حول الاستثمارات القطرية في أنقرة، إذ أعلنت وزارة الاقتصاد التركية، أن الدوحة استثمرت في تركيا بشكل مباشر خلال الفترة من عام 2002 إلى مارس 2017، مبلغ 1.5 مليار دولار. وتزعم وزارة الاقتصاد أن قطر تأتي في المرتبة التاسعة عشرة من حيث أكبر المستثمرين في البلاد، في حين ادعى نائب رئيس غرفة تجارة قطر محمد بن أحمد الكواري أن استثمارات بلاده تبلغ 18 مليار دولار. وزعم الكواري أيضاً أن قطر هي ثاني أكبر المُستثمرين في تركيا. وشكك محللون في وجود دعم قطري وفي جدواه كذلك. وحذرت صحيفة «تقويم» التركية صراحة من «مناورة قطرية» لم تتبعها إجراءات حقيقية لدعم الاقتصاد التركي بمليارات أثبتت الأحداث أنها «وهمية». ويعكس هجوم صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على النظام التركي ووصفه بأنه «استبدادي» مدى عمق الأزمة بين نظامي «أردوغان وتميم». وقالت كاتبة المقال والباحثة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أسلي أيدينتاسباس، إن تركيا مثل العديد من الأنظمة الاستبدادية تفضل محاكمة المنشقين بتهم الإرهاب، مؤكدة اعتقال نصف مليون منذ محاولة الانقلاب. فيما كشفت الصحفية التركية أوزلم ألبيراق، في لقاء بث أمس الأول على قناة «TV5»، تفاقم الانشقاقات داخل «العدالة والتنمية»، مؤكدة أنها لم تقتصر على قمة الهرم، وإنما «الحزب بأكمله يتدحرج نحو الأسفل»، وأن حزب أردوغان شارف على الانهيار. وهكذا تتكشف الفضائح وتنجلي الحقائق عن واهم بالسلطنة «أردوغان» وواهم بالسيطرة «تميم»، لكن الأوهام تذهب دائما أدراج الرياح.