أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أهمية العلم في حياة الفرد والمجتمع وأهمية التنشئة الصالحة لجيل محبّ للعلم والتعلّم، لأن ذلك يورث علو الهمّة ومحاسن الخلق ويفتح أبواب الرزق. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس إن السعي إلى المعالي والمكارم دأب المثابرين وعادة المجدّين والعلم هو الشرف الرفيع الذي يوقّر طالبه ويحلّ في عيون صاحبه ومن أحبّ العلم أحاطت به فضائله وحلّت بساحته محاسنه. وأضاف لقد أطلّت السنة الدراسية الجديدة وقريباً تفتح المدارس والجامعات أبوابها وتستقبل بالحبّ والترحيب طلابها فأيها الطالب عدّ إلى مقاعد العلم بالرغبة والانشراح والانبساط والعزيمة والجدّ وترفع عن خمول الضعة ومهانة النقص والتفريط والكسل. ودعا خطيب المسجد النبوي الطلاب والطالبات إلى التبكير والمبادرة إلى الحضور إلى المقار الدراسية وعدم التأخر والتقهقر، مشيراً إلى أن التبكير بركة ورزق ونجاح وتوفيق. وقال إن من أعطى نفسه حظها من الدعة والخمول واعتاد التأخر والنوم عن وظيفته ومدرسته وحصته الدراسية فقد ضاع هدفه وعظم أسفه من لزم الرقاد عدم المراد ومن دام كسله خاب أمله والمهمل الكسول يعيش شقياً ويظل مقصياً، لذا فإن من صبر ظفر وبالصبر تفتح المغاليق وينزل التوفيق. ولفت النظر إلى أن نوم الصبحة بعد صلاة الفجر مباح إلا إذا أدى إلى تضييع واجب، ونوم القيلولة -وهي نوم الظهيرة- مستحبٌ؛ لأنه يجدد نشاط الدماغ والبدن ويعين على المذاكرة وأداء ما وجب بهمة وقوة ونشاط. وحذر الشيخ صلاح البدير من السهر بوصفه جهدا وثقلا وآفة يفسد المزاج يتعب القلب والجسد، فلا يصحّ أن يغالب المرء إغفاء عينيه بل ينام أو الليل فكم من واحد آذى والديه أو أضاع وظيفته أو ترك دراسته أو أهمل أولاده وعائلته بسبب السهر المحرم المذموم مع رفقة السوء المغوية المضلة. ونبّه إلى ضرورة الحرص على الآداب والنزاهة والطهارة واحترام المعلم والتزام النظام والمحافظة على المقار التعليمية والمقررات الدراسية وتقوى الله فهو سبحانه لا يخفى عليه ضمير ولا يعزب عنه قطمير. وحث الطالب على جعل العلم عدته والأدب حليته وأن يكون أكمل الناس أدباً وأشدّهم تواضعاً وأكثرهم نزاهة وتديناً وأقلّهم طيشاً وغضباً وأن يصاحب الأخيار ويبعد عن الأشرار ولا يقربهم ولا يأمنهم ولا يخالطهم ولا يجالسهم وأن يسعى للعلم سعيه الذي حقّ ويليق به والبعد عن الضجر والملل والسآمة والعجز والانقطاع ومجالسة أهل الدنايا والكسالى وشرّ من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً داعياً الآباء والأولياء إلى تنشئة الجيل على محاسن الآداب. وشدّد فضيلته على ضرورة الحرص على المداومة على النظر في الكتب ومطالعتها والبحث والقراءة والتقييد والمذاكرة والمدارسة والحفظ والتأني والتمهّل والرزانة، محذراً من الإعجال في السير والتهوّر والخفة والطيش الذي يجلب الشرّ ويوقع في الندامة والحسرة، منبهاً من خطر استخدام الهاتف المحمول أثناء السير. وأكد البدير أهمية إجلال المعلم واحترامه وتقديره والتواضع له ومعرفة فضل علمه وشكر جميل فعله وأن ذلك من مكارم الشيم، داعياً الطالب إلى التأدب في فضله ومع زملائه لأن ذلك توقير للعلم وأهله. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور فيصل غزاوي أن عمل الإنسان مهما بلغ ومهما كان في الحسن والإتقان لا يؤهله بمجرده لدخول الجنة ولا يُنجيه من النار، وإنما ذلك كلُّه يحصل بمغفرة الله ورحمته، وأما انقسام منازلها وتفاوت درجاتها فيكون بحسب الأعمال، فمن كانت أعمالُه أكثرَ وأحسن، كانت منزلته في الجنة أعلى، وقال: كما لابد أن يُعلَم أن العمل وإن كان سببا لدخول الجنة فإنما هو من فضل الله ورحمته أيضا، فتحصل من ذلك أن الجنة والعمل من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين. وبين غزاوي أن مضاعفة الحسنات إنما هي من فضل الله عزّ وجلّ وإحسانه، حيث جازى بالحسنة عشرا ثم ضاعفها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، مشيرا إلى أنه على المؤمن أن يقطع نظره عن عمله بالكلية ولا يعول عليه وإن كثر وحسن.