أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة أمس، أن الله عز وجل قرن حق الوالدين بحقه سبحانه، وما ذاك إلا لعظم حقهما وكريم فضلهما, مشيراً إلى أن من لم يشكر والديه لم يشكر الله عز وجل, ومشددا على أن بر الوالدين يتأكد شهوده ويعظم وروده عند المرض والسقم والكبر والهرم حتى بعد الوفاة، وذلك من أجل نيل أعلى الدرجات. وقال إن بر الوالدين فريضة لازمة وفضيلة جازمة، وصفة كم هي حازمة، وجوبها حتم مؤكد وأداؤها عزم موطد لا عذر لأحد في جفائها أو التهاون في إبدائها، مشيرا إلى أن واجب الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً دأب المؤمنين المتقين. وأشار إلى أن بر الوالدين يعد من نماذج حضارتنا الإسلامية ومحاسن ديننا الحنيف الذي بلغ الثريا في رحمته وبره وسماحته واعتداله، وقال "لا مقارنة في ذلك بينه وبين الحضارة المادية المعاصرة بالنظرة إلى الوالدين والأسرة والتمرغ في الثرى ورميهم في دور الرعاية الاجتماعية، فأين هذا من بعض الصور المعاصرة للعقوق؟ التي وصلت والعياذ بالله إلى حد القتل في صور بائسة تنم عن قلة الديانة وتئن منها الفضيلة وتبكي منها الشهامة والمروءة حين تجف المشاعر وتموت الضمائر وتجمد الأحاسيس عند هؤلاء المفاليس". وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير, في خطبة الجمعة أمس، على وجوب تحكيم المرء عقله في كافة أعماله وتصرفاته, بدءاً من صرف العبادة لله وحده لاشريك له, وأن ذلك من تمام العقل، مبينا أن الكفرة والمشركين أقل الناس عقلاً وسمعاً, لأنهم فرحوا بما في حياتهم, وتعالوا على ما فيه نجاتهم, مستدلاً بما قاله الفوج الذي ألقي في النار لخزنة جهنم تحسراً وتندماً "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ". وحذر الشيخ صلاح البدير من الحمق, مشيرا إلى أنه ضد العقل ونقيضه بل وفساده, وقال يعرف بعض الحكماء الأحمق في 6 خصال "الغضب من غير شيء, والإعطاء في غير حق, والكلام في غير منفعة, والثقة بكل أحد, وإفشاء السر, وألا يفرق بين عدوه وصديقه, ويتكلم ما يخطر على قلبه ويتوهم أنه أعقل الناس". واستطرد قائلاً, "والأحمق أيضاً, إن تكلم عجل, وإن تحدث وهل, وإن حمل على القبيح فعل, وعلامة الأحمق الخفة والطيش, والجهل والفحش والسفاهة, والصرف والعجب, والغفلة والتفريق والضياع, والخلو من العلم, ومعاداة الأخيار, ومخالطة الأشرار, ونقل الأخبار دون تثبت, وكثرة العداواة والخصومات, لا يعرف لمن فوقه قدراً, ولا يأمن من يصحبه غدراً". ودعا الشيخ صلاح البدير إلى الحذر من هذه الصفات الذميمة, وإلى التشبه بأصحاب العقول التامة الذكية التي تدرك الأشياء بحقائقها على جلياتها, فتأتي محاسنها, وتجتنب مساوئها, والتنبه من أصحاب العقول التائهة الحائرة الغافلة, الذين قال الله عنهم "إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ".