ليس بالضرورة أن تكون كلُّ الآراء صحيحةً وسليمةً، ومن الممكن أن تصبَّ في مصلحة العمل، وليس من المقبول أن نتجاهل آراء الناس مهما كانت، وفي النهاية هناك أناسٌ مسؤولة عن اتخاذ القرار، ومن الطبيعي أن يتحملوا مسؤولية أيَّ قرار، فالهدف من تنوع الآراء هو الوصول إلى الرأي الأنسب الذي يقود إلى القرار الأقل ضررًا، إذا ما سلّمنا بأن القرارات المهمة مرتبطةٌ بنتائج معينة، وهذه النتائج لن تكون دقيقة النجاح طالما هي لم تنفذ على أرض الواقع، فاحتمالية الفشل موجودةٌ في أيِّ عمل، ربما بنسبةٍ أقل حين يكون القرار المتخذ قد استوفى كل سبل الدراسة الموضوعة قبل الشروع في العمل. في هذه المقدمة لا يمكن لي فصل العمل الرياضي عن غيره من المجالات الأخرى، فالرياضة جزءٌ لا يتجزأ من العمل القادم في المملكة، والتي بدأت تظهر بعض نتائجه للمجتمع، المهم وفي ما يخصُّ الرياضة وتحديدًا كرة القدم السعودية نشاهد تفوقًا سعوديًّا جيدًا خلال الفترة الماضية، وبالأخص وجود ثلاثة أنديةٍ سعوديةٍ في دور ربع النهائي من بطولة آسيا، وهذا أمرٌ جيدٌ إقليميًّا، فقد كانت الأندية الثلاثة على قدر المسؤولية، وقدموا مباريات الذهاب على أكمل وجه، ربما فنيًّا تفوق النصر على الاتحاد والهلال، فقد ظهر أمام السدِّ بشكلٍ ملفت، وحقق نتيجةً إيجابيةً وليست هي كل شيء، ربما الملفت للانتباه العمل الفني الكبير الذي ظهر عليه النصر، رغم النقص الكبير الذي كان يعاني منه الفريق، وهو يلعب مباراةً صعبةً وأمام فريقٍ قويٍ يملك عناصر أجنبيةً قوية، لكن الأسلوب الذي انتهجه السيد «فيتوريا» في المباراة كان يعتمد على تعطيل مصادر القوة في الفريق المقابل، ووفق الأسماء المتاحة له نجح نجاحًا باهرًا. النصر بعد أن نجح في هذه المباراة -رغم قوتها- إلا أن آراء المنتقدين لم تتوقف، خصوصًا من بعض النقاد الفنيين أو من بعض النجوم المعتزلين ضدَّ عمل فيتوريا، فالأسطورة ماجد عبدالله انتقد أداء خطِّ الدفاع في تغريدة، وفهد الهريفي انتقد أداء خطِّ الوسط في مداخلةٍ هاتفية، وفيتوريا خرج راضيا عن فريقه، رغم أنه كان يستحق الفوز بنتيجةٍ أكبر حسب كلامه، هنا ومن خلال ما حدث من نقدٍ بعد المباراة نجد أن ماجد انتقد جزئيةً معينةً في الفريق، تختلف عن الجزئية التي تحدث عنها الهريفي، وهذا أمرٌ ليس جيدًا في تصوري، فلو اتفق النجمان على أن الفريق يعاني من خللٍ ما ربما يكون الأمر حينها صحيحًا، لكن أن يتفرغ المدرب لمتابعة ما يقوله النجوم السابقون من انتقاداتٍ، ففي تصوري لن يُكتب لهذا العمل النجاح، وأنا هنا لا ألغي حقَّ النقد والنقاش، وفي نفس الوقت لا يمكن أن أسلب حقَّ المدرب في رسم الأسلوب الفني للفريق بالطريقة التي يراها مناسبةً وتناسب المجموعة التي يعمل معها، خصوصًا وهو يسير على طريق الانتصارات.