التم عشرة صبيان فوق رأس (إبراهيم المذود) كل واحد يبغي شنطة للمدرسة وثياباً جديدة، وأقلاماً ومراسم ودفاتر، صاح فيهم «انقلعوا عني خيبكم الله وخيّب من سلّتكم يا فروخ البريهة» تنحنحت زوجته من العُليّة، وعندما بدتْ سألته: «من هي البريهة»؟، طأطأ رأسه، وقال: «يا مخلوقة خافي ربي، مليتي حلقي بالسُفان». حندرتْ فيه وقالت: «أربّني جبتهم معي من بيت أهلي؟ وإلا تلقّطتهم من المساريب؟ لقطوك بأذنك يا مذود ما كذب من سمّاك المذود»، وأضافت: «ما هوب انته كما صبيح علّ. هو. دوبك انتبهت أن البيت مليان عيال يوم عادت جمّة بيرك؟!». علّق على كلامها: «كلّها من تحت رأسك، كلّما قلت لك كان، قلتي لي: ما خلق الله شدق إلا وله رزق». اقترحت الزوجة عليه يهبط يحوف ويطوف، كمّن كُتب له مقسوم الله، قالت: الأجاويد ما بيخيّلون عليك، والسوق بو مرزوق، درّج سيقانك الصخاف اللي كما المساويك في السوق، ويوم به الأجواد ما به ضيق. مُدّ الساق وربك الرزّاق، ومن درج لقي فرج. قال هيا هبطنا وأبو خيمة زرقا يقدر خير، في طريقه للخروج من القرية لمحه جارهم «سالم» سأله: وين غادي؟ أجاب باهبط. ردّ عليه «يا هابط السوق عصرا والنهار أقفى، الغدوة للفايدة ما هي كما الروحة» شق السوق من أسفله إلى أعلاه ومن أعلاه إلى أسفله، إلا وهذا رفيقه (فرج) المنقطع عنه سنين، بغى يصدّ لاونّ الوجه في الوجه سلموا على بعض وقعدوا فوق حجرين في طرف السوق، أخذا علم وأعطيا علم، وطلب يصدر معه للبيت. أطلّ من الباب ومعه ضيفه، رحّب وسهّل. بادرته: من هو ذيه الرجال اللي جبته معك وانت ما في بيتك لقمة وأنا وسفاني يومين ما ذقنا الذوق. سألها: ما هوب انتي تقولين من درج لقي فرج هذا أنا درجت وصادفني ربي بصديقي فرج، والضيف مخلوف بخير يا مرة، وبيت أهلك ما يخلى، ردّت عليه «يا جحش يا نهّاق جوف السفول، ما عاد يرضى جحشنا بالرُفه». علمي وسلامتكم.