مع انتهاء موسم الحج بنجاح نترقبه ونعده بثقة، نتلمس الفخر كسعوديين إذ يقدم هذا النجاح إثباتا لأنفسنا قبل العالم أن بلادنا قادرة على تذليل الصعاب وتسهيل كثير من الأمور لأكثر من مليوني حاج من أعمار متفاوتة منهم من تجاوز المئة، ومنهم رأى النور وقت الحج. حجاجٌ لبيت الله في مكان محدد محكومون بزمن محدد، وطقوس محددة، ومن أعراق مختلفة جمعهم مكان واحد ودين واحد والركن الخامس، وتستضيفهم دولة تحارب من أجل الأمن والسلام والشرعية، وتنتصر بنجاح الاستضافة. منذ قيام المملكة العربية السعودية، ونحن نعيش مواسم حج متفاوتة تغلّبنا فيها على العدو الصارخ، والعدو المتلون في ثياب الأصدقاء.. وكل عام ونحن ننتصر في حج يزيد عدد الحجاج فيه، فتزيد الخدمات كمًا ونوعية بتناسب طردي متناغم.. ليقفل الحجاج بعده إلى بلدانهم، بعد أداء شعائرهم وفي الذاكرة سماحة وجه جندي، أو مسحة حانية من طبيب مسعف، أو عون من متطوع سعودي. السعودية تتفوق على نفسها في كل موسم للحج عن ما يليه، وهي الواعدة، أيضا، بأن تفتح للعالم أجمع أبوابها للسياحة، بعد أن فتح الله عليها بأن تكون حاضنة وخادمة لبلاد الحرمين، ومثلما قدمت لضيوف الرحمن في مكان محدد وزمن محدد من خدمات جليلة وإنسانية.. كذلك واعدة بأن تقدم في كل بقعة منها وفي كل وقت خدمات راقية، وسياحة آمنة.. لِمَ لا.. فهي أهل لذلك. * كاتبة سعودية [email protected]