شكراً لخادم الحرمين وولي العهد لقد أرجعتما وأعدتما حقاً مسلوباً للمرأة، حقاً لا يشك فيه عاقل، حقاً سُلب من المرأة كما سُلب في القديم حقها في التعليم وحقها في القيادة. قوى تتربص بهذا البلد لا تُريد له الخير والتقدم للأمام. قوى تُريد أن تقضي على نصف المجتمع، فالمرأة لديهم تخرج في حياتها مرتين، مرة لبيت زوجها وأخرى للقبر. فما أقساهم وما أظلمهم، لقد وأدوا المرأة وقتلوها معنوياً، وبدلاً من دفنها وهي طفلة مرة واحدة، قتلوها كل يوم في ظلام وسواد وحرمان، وجعلوها تتعذب، وراحوا يُبررون لجريمتهم وتجاوزهم بكافة المُبررات التي انطلت على كثيرين. المرأة استردت حقاً مسلوباً كحقها في القيادة والحركة التي حُرمت منها دون وجه حق. لقد كانت المرأة تُعاني كل يوم من هذا الموت البطيء والوأد الخفي؛ فشكراً لخادم الحرمين وولي عهده الأمين لإرجاع الحق ورفع الظلم والاستبداد والاستغلال. ليس الأمر موضوع سفر من عدمه، وإنما الأمر يتعلق بحق أصيل سُلب من المرأة. وسلب المرأة لحقوقها يرجع سببه لعادات وتقاليد بالية حرمت هذه الإنسانة من حقوقها الإنسانية، وصوروا هذه العادات بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان. الحماية التي يدعونها لم تحصل عليها المرأة؛ لأن سلب الحقوق لا يمنح حماية أو صيانة أو كرامة، وإنما يترتب عليه ضرراً وظلماً وحرماناً كبيراً على المرأة وعلى المجتمع، فيجعل من المرأة مُستغَلة وفاقدة للكرامة والإنسانية. إن إعادة الحقوق لا يقوم به إلا المصلحون والقادة العظماء. وإعادة الحق للمرأة كان بناءً على دراسة لكافة الأوضاع والأحكام. إن الشرع الأصل فيه المساواة والعدل والإنصاف، أما البشر فهم من يُخالفون هذه الأصول والقيم والمبادئ التي جاء بها الشرع وخالفها الإنسان. نعم شكراً لهذا الأمر الملكي الكريم الذي أعاد للمرأة حقاً مسلوباً، ورفع عن المرأة وصاية مفروضة ظالمة لحقها وإنسانيتها. لقد رفع هذا الأمر استبداد من يُريدون أن يفرضوا وصايتهم على المرأة وعلى المجتمع؛ ولهذا لن يتخوف من هذا الأمر إلا ظالم يستبيح حقوق المرأة. هذا حق مسلوب أُعيد للمرأة بأمر كريم من قيادة حكيمة حازمة لا ترتضي الظلم لمواطنيها وتهدف وتسعى دائماً لأخذ هذه البلاد إلى المستقبل الباهر الجميل. مبروك لكل ابنة وأخت ولكل أم وسيدة، مبروك لكل دكتورة ومُعلمة وطبيبة ومُحامية، مبروك لكل ربة عمل أو صناعة، مبروك لكل طالبة وعاملة، ولكل إنسانة، بهذا القرار الذي أعاد الحق لأهله. مستشار قانوني وكاتب سعودي [email protected]