ربما لن يتكرر مثل هذا المشهد في بلد آخر من أرض الله الواسعة إلا في العراق، أن يتحول شخص بين ليلة وضحاها من مهرب سجائر إلى سياسي وزعيم كتلة برلمانية، وقبلها رجل أعمال ومفكر كل عدته العلمية شهادة معهد تمريض ليكون زعيما للمشروع العربي في العراق المفجوع. إنها قصة دامية من قصص الإنتاج القطري لنماذج في العالم العربي ليس لها مهنة سوى التسبيح بحمد الأموال القطرية والتآمر على الأوطان ونشر حرفة العهر السياسي والخيانة لترويض الشعوب مثله كمثل اليمنية الجاهلة توكل كرمان، والتي أتحفت القاموس التراثي بأن (محمد مرسي هو آخر الأنبياء). خميس الخنجر نكرة من سكنة الفلوجة الباسلة، المدينة التي قاومت وصمدت أمام أعتى قوة في التاريخ لسنتين، والتي لا يشرفها أن يكون هذا الجاهل يحمل صفة الانتماء إليها، فقد تربى أبناؤها على التقوى والإيمان والشجاعة، بينما رضع هذا الخنجر من أثداء دويلة قطر وتعلم لي الحقيقة وتسربل بعباءة الإخوان. وكما ذكر لي صديق مقرب منه أن الخنجر لا يحفظ من القرآن الكريم سوى السور القصيرة الأربع، مهنته الأولى كانت راعي أغنام في المنطقة الغربية الحدودية من العراق، أتاحت له هذه المهنة أن يمتهن تدريجيا عملية تهريب رؤوس الخرفان إلى الدول المجاورة ليكتشف سريعا أن هذه الحرفة لا تدر عليه أموالا تكفي لتغذية طموحه، فتحول إلى مهنة أخرى ذات مردودية اقتصادية أسرع هي تهريب السجائر، وخلالها تعرف إلى أحد المهربين الكبار والذي طلب منه أن يقوم بتهريب أموال لأحد أعوان النظام السابق، وهنا غلب الطبع التطبع فقام بالاستيلاء عليها ونقلها لبلد مجاور ومن خلالها قدم نفسه إلى العراب القطري بأنه متأسلم ومحب للإخوان ويطلب له دورا في خدمة المشروع القطري، وبقدرة قادر تحول هذا الممرض الفاشل والمهرب الحافي إلى رجل أعمال يمتلك طائرته الخاصة والمزارع الكبيرة في رومانيا، ويتاجر في كل شيء السياسة والسجائر والاحتيال والسرقة، فقد أمسى بين ليلة وضحاها وكيلا لبيع المناصب في العراق الجديد وزعيما لقائمة سياسية بل تسمى بلافتة الأمين العام للمشروع العربي، ولا أعلم عن أي مشروع عربي يتحدث وهو يخدم قطروإيران بل إنه، أي هذا الخنجر المسموم، تاجر بعذابات أهل السنة في العراق ومعاناتهم من التشرد والنزوح لينقل لهم مساعدات قطر والتي يشتريها بالمال الفاسد ليسلمهم الرز منتهي الصلاحية والدقيق غير صالح للاستعمال البشري. خنجر قطر في العراق شخص بلا هوية وطنية مطلقا، باع قضية السنة لمصلحة إيران والدواعش، فقد رشح من قائمته سيدة لتتولى منصب وزيرة التربية وانكشف للرأي العام أن شقيقها هو أحد مساعدي أبو بكر البغدادي، فهل هذه مصادفة قطرية تضاف إلى افتضاح دورها مع خنجر قطري آخر في الصومال هذه المرة يحمل الجنسية القطرية رجل الأعمال المهندي، الذي يتولى مهمة التفجيرات في مقديشو ورعاية أعمال الإرهاب وحركة الشباب المجاهد في الصومال. الحديث طويل وذو شجون كما يقال لكن ما دام نظام الحمدين على قيد الحياة فإننا سنكتشف كل يوم خنجرا جديدا بل خناجر في أوطاننا وفي مدننا بفعل المال والتآمر القطريين. دويلة احترفت صناعة الخناجر التي تطعن بها خواصر أمتنا، مرة من خلال الإخوان ومرة ثانية عبر داعش والقاعدة ومرة ثالثة من خلال الجزيرة بوق السموم والإرهاب في المنطقة. إنها معضلة السياسة في منطقتنا التي سمحت لمثل هذه الكائنات أن تبرز إلى سطح السياسة وتمارس التزوير والتدليس والقتل والإرهاب، ليس المشكلة في خميس الخنجر وحده والذي وصفه رجل دين عراقي وصفا دقيقا حينما قال (لم يذكر الخنجر يوما في تراثنا إلا ومقترنا بالغدر والخيانة)، وهكذا هي خناجر قطر سترتد يوما ما على مشغليها ويذهبون غير مأسوف عليهم إلى مزبلة التاريخ وتبقى الشعوب حرة أبية. * رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى